لمّح الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن إلى إمكان عقد قمة ثلاثية مع كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة، فيما رفضت بيونغيانغ تكهنات بأن العقوبات أرغمتها على انفراج ديبلوماسي، مؤكدة أن تحركاتها في هذا الصدد لم تأتِ من ضعف، بل قوة. وقال مون خلال اجتماع تحضيري للقمة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الشهر المقبل: «ستكون القمة بين كوريا الشمالية وأميركا حدثاً تاريخياً، بعد القمة بين الكوريتين. قد يكون المكان مؤثراً، واعتماداً على التقدّم فقد يؤدي إلى قمة ثلاثية بين الجنوب والشمال والولاياتالمتحدة». ولفت إلى أن الاجتماعات يجب أن تستهدف «نهاية تامة» للملف النووي وقضية السلام في شبه الجزيرة الكورية، مضيفاً أن لديه «رؤية وهدفاً واضحاً» لإحلال سلام دائم، يحلّ مكان وقف النار المُبرم في نهاية الحرب الكورية (1950-1953). وتشمل الرؤية أيضاً تطوير العلاقات بين الكوريتين وتعاوناً اقتصادياً يشمل بيونغيانغ وواشنطن، إضافة إلى تطبيع العلاقات بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة. إلى ذلك، كسرت الدولة الستالينية صمتها في شأن الانفراج الديبلوماسي مع واشنطنوسيول، مؤكدةً أنها تقود «مبادرة من أجل السلام» ورافضة تكهنات بأن العقوبات أرغمتها على ذلك. ولم يذكر تقرير نشرته وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية في شكل مباشر، القمتين المرتقبتين لبيونغيانغ مع سيولوواشنطن، لكنه نوّه إلى «أجواء جدية للمصالحة» مع كوريا الجنوبية و «إشارات تغيير» مع الولاياتالمتحدة. وشدد على أن تغيير بيونغيانغ موقفها يأتي من موقع قوة، لا ضعف، ولو أنها تواجه ضغطاً دولياً كثيفاً وعقوبات دولية قاسية، نتيجة برنامجَيها النووي والصاروخي. وأضاف التقرير أن «مبادرة الحوار من أجل السلام التي تجريها كوريا الشمالية تأتي تعبيراً عن الثقة بالنفس، إذ حازت كل ما كانت ترغب به». وانتقدت الوكالة صقوراً في واشنطنوسيول وطوكيو، لتشكيكهم في صدق بيونغيانغ ودوافع رغبتها في التراجع عن شفير مواجهة مع الغرب، ودعواتهم إلى تشديد العقوبات على الدولة الستالينية. وتابعت أن ذلك «تعبير حقيقي للأفق الضيق لتسميم الأجواء، والتصريح بذلك حتى قبل أن يأخذ الأطراف المعنيون فرصة لدرس النيات الداخلية للجانب الآخر ويجلسون على طاولة المفاوضات». ولم يشر التعليق الذي نشرته الوكالة إلى البرنامج النووي لبيونغيانغ، مشيراً إلى أن «الاقتصاد الكوري الشمالي آخذ في الارتفاع»، ومعتبراً أن التقدّم في العلوم والتكنولوجيا «يَعِد بمستقبل مشرق لتحسين مستوى معيشة الشعب». إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الفنلندية أن محادثات غير رسمية أجرتها وفود من الكوريتين والولاياتالمتحدة، استُكملت أمس، كانت «بنّاءة». وقال المدير العام للوزارة كيمو لادفيرتا: «الاجتماع هو واحد من جلسات أكاديمية كانت تستكشف على مدى سنوات سبل بناء الثقة وتقليص التوترات في شبه الجزيرة الكورية. تبادل المشاركون وجهات النظر في شكل بنّاء وفي أجواء إيجابية».