رمت واشنطن الكرة في ملعب بيونغيانغ، لإجراء حوار بين البلدين، في وقت لمست سيول «رغبة قوية» لدى كوريا الشمالية لتحسين العلاقات بين الجانبين، مستدركة أنها مشروطة بدعم المجتمع الدولي. وأعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، أن على كوريا الشمالية اتخاذ قرار في شأن موعد استعدادها للانخراط في محادثات صادقة مع الولاياتالمتحدة. وأضاف خلال مؤتمر صحافي في مصر، أن من السابق لأوانه الحديث عن بداية عملية ديبلوماسية. وكان نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ذكر أن واشنطنوسيول اتفقتا على شروط التواصل الديبلوماسي مع بيونغيانغ، على أن يتم أولاً مع كوريا الجنوبية، وقد يؤدي ذلك لاحقاً إلى محادثات مباشرة بين الولاياتالمتحدة والدولة الستالينية، من دون شروط. وأشارت كوريا الجنوبية الى أنها ستحاول ترتيب مزيد من لقاءات لمّ الشمل، بين عائلات فرقتها الحرب الكورية (1950-1953)، والسعي الى تخفيف توترات عسكرية مع الشمال، في خطوتين أوليين تمهدان لقمة نادرة بين الكوريتين. واعتبرت الوزارة أن زيارة وفد كوري شمالي بارز الشطر الجنوبي تعكس «رغبة قوية للشمال لتحسين العلاقات بين الجانبين»، لافتة الى إمكان أن تتخذ بيونغيانغ «إجراءات تُعتبر سابقة وجريئة، إذا لزم الأمر». واستدركت في بيان أصدرته: «على رغم أن كثيرين من الكوريين يرحبون بمشاركة كوريا الشمالية في أولمبياد بيونغتشانغ الشتوي، إلا أن هناك انتقادات كبرى أيضاً ومخاوف على المستويين المحلي والدولي». وأعلنت وزارة الوحدة أن الكوريتين ستتخذان خطوات متصلة بتحسين علاقاتهما، مستدركة أن ذلك سيحدث بالتعاون أيضاً مع دول معنية وبدعم من المجتمع الدولي. وأضافت: «في ظل الموقف القوي بضرورة نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، ستنفذ كوريا بكل إخلاص العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية، مع التزام مبدأ الحلّ عبر الوسائل السلمية. اذا تحقق تقدّم لتهيئة الأجواء لنزع السلاح النووي، فممكن إحراز تقدّم كامل في العلاقات بين الكوريتين». وحذرت اليابان من أخطار محاولة التقارب بين الكوريتين، مشددة على أن الهدف الرئيسي يبقى القضاء على الترسانة النووية لبيونغيانغ. وانتهز وزير الخارجية الياباني تارو كونو زيارة إلى سنغافورة التي تتولى الرئاسة الدورية ل «رابطة دول جنوب شرقي آسيا» (آسيان)، لتوجيه نداء لتشكيل جبهة واحدة ضد كوريا الشمالية. وكان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس اعتبر أن من السابق لأوانه معرفة هل أن الانفراج الديبلوماسي بين الكوريتين سيؤدي إلى نتائج، مؤكداً أن هذه الخطوة لم تدقّ إسفيناً بين واشنطنوسيول. وأضاف: «تابع (الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون) عرضاً عسكرياً، سلّط الضوء على صواريخه الباليستية. هذا وقت غريب جداً، إذا كان يحاول إظهار ودّ».