دعا الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية إلى خفض سقف مطالبهما، لكي تتمكنا من الجلوس معاً وإجراء حوار لتسوية النزاع في شأن البرنامجَين النووي والصاروخي لبيونغيانغ. يأتي ذلك بعد يوم على إبلاغ وفد من الدولة الستالينية حضر اختتام دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي استضافتها مدينة بيونغتشانغ الكورية الجنوبية، مون أن بيونغيانغ منفتحة على إجراء حوار مع واشنطن. وقال الرئيس الكوري الجنوبي إن «كوريا الشمالية أظهرت أخيراً استعداداً للمشاركة بفاعلية في محادثات مع الولاياتالمتحدة، التي تشير بدورها إلى أهمية الحوار». وأضاف خلال اجتماع في سيول مع نائب رئيس الوزراء الصيني ليو يان دونغ: «هناك حاجة إلى خفض الولاياتالمتحدة سقف شروط إجراء المحادثات مع كوريا الشمالية، كما على بيونغيانغ إظهار استعداد لنزع سلاحها النووي. ومن المهم أن يجلس الطرفان معاً سريعاً». وأعرب ناطق باسم وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية عن أمله ببدء «محادثات بنّاءة بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة، من خلال فرصة مناسبة». لكن واشنطن تستبعد أي مفاوضات مع بيونغيانغ، طالما لم تقدّم تدابير ملموسة في اتجاه نزع سلاحها. ووَرَدَ في بيان أصدره البيت الأبيض: «سنرى إذا كانت رسالة كوريا الشمالية التي عبّرت فيها عن استعدادها لحوار، تتّجه في المقام الأول نحو نزع السلاح. حملة الضغوط القصوى يجب أن تستمر، إلى حين نزع سلاح كوريا الشمالية». وكان الولاياتالمتحدة أعلنت الجمعة الماضي تشديد العقوبات على الدولة الستالينية، التي اتهمت واشنطن بمحاولة تقويض التحسّن في العلاقات بين الكوريتين. والتقى الوفد الكوري الشمالي برئاسة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية كيم يونغ شول، مستشارين مقربين جداً من مون، مجدداً التأكيد أن «الأبواب مفتوحة لحوار مع الولاياتالمتحدة». ويُرجّح أن يواصل كيم يونغ شول لقاءاته مع مسؤولين من الحكومة الكورية الجنوبية، قبل أن يغادر اليوم، علماً أنه مُتهم بتدبير هجوم بطوربيد استهدف طراداً كورياً جنوبياً عام 2010، ما أسفر عن مقتل 46 بحاراً. في جنيف، دعت وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية كانغ كيونغ واي بيونغيانغ إلى الاستجابة لدعوة من الدول الكبرى للتخلّي عن برنامجَيها النووي والصاروخي، ومنح فرصة لإحلال السلام في شبه الجزيرة. كما حضّت على استئناف لقاءات لمّ الشمل بين العائلات الكورية المقسّمة بين الكوريتين، باعتبارها «قضية إنسانية»، خصوصاً أن كثيرين منهم باتوا مسنّين.