أعلنت أجهزة الأمن في محافظتي ديالى وكركوك اعتقال عناصر تنتمي إلى تنظيم «القاعدة». جاء ذلك في وقت حذرت الأحزاب العربية في كركوك من مخطط لإشعال فتنة طائفية جديدة في البلاد على خلفية استهداف مواكب الزوار المتوجهين إلى مدينة الكاظمية في بغداد ومحاولة اغتيال مسؤول في الوقف السني. وأوضح المسؤول في مديرية مكافحة الإرهاب في بعقوبة العميد محمد التميمي ل «الحياة» أن «قوة أميركية اعتقلت ثلاثة من قيادات تنظيم القاعدة في عملية إنزال جوي نُفذت في قرى الهرامشة وولوش التابعة لقضاء المقدادية إثر ورود معلومات عن وجود هذه القيادات التي تعتبر مسؤولة عن الهجمات المسلحة التي شهدتها المدينة أخيراً». وتشن القوات الأميركية والعراقية عمليات دهم منذ مطلع هذا العام لملاحقة من يعتقد بانتمائهم للتنظيمات المتشددة. إلا أن مسؤولين في الإدارة المحلية اعتبروا الاعتقالات جزءاً من حملة تصفيات في حق مؤيدين لبعض الكتل السياسية، فيما اعتبرها آخرون حملات «كيدية». وتُعتبر محافظة ديالى أبرز معاقل التنظيمات المسلحة، فيما تؤكد مصادر أمنية أن «قيادات بارزة لا تزال تتخذ من المدينة مركزاً لقيادة الهجمات المسلحة في المدن الأخرى». وأعلنت القوات الأميركية اعتقال مسؤول بارز في تنظيم «القاعدة» إثر عملية أمنية وصفتها بأنها «دقيقة» نُفذت بالتعاون مع مستشارين أميركيين. وأوضح بيان للقوات الأميركية أن «عملية أمنية نُفذت في مبانٍ يعتقد بإيوائها مسؤولاً عن تنفيذ هجمات بواسطة سيارات مفخخة في مدينة كركوك». وأفاد البيان الذي عُمم على وسائل الإعلام أن «قوات أمنية عراقية تمكنت بعد التعاون مع مستشارين أميركيين من اعتقال عضو يشتبه في قيادته عدداً من الهجمات بالسيارات المفخخة والأحزمة والعبوات. كما يُعتقد أيضاً أنه مسؤول عن تسهيل حركة المقاتلين الأجانب في العراق». وأشار البيان إلى أن «الأدلة والمعلومات الإضافية التي جُمعت في مكان الحدث قادت للتعرف إلى المشتبه به من تنظيم القاعدة واعتقاله». من جهة ثانية، حذرت الأحزاب العربية في مدينة كركوك الشمالية من مساعٍ إلى اشعال فتنة طائفية في المدينة بعد استهداف مسؤول الوقف السني في المدينة السبت الماضي، وتنفيذ هجمات مماثلة ضد مواكب الزوار المتوجهين الى مدينة الكاظمية لإحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم. ودعا رئيس القائمة العربية في مجلس محافظة ديالى محمد خليل الجبوري في حديث إلى «الحياة» أجهزة الأمن إلى «تفويت الفرصة على التنظيمات المسلحة». وأضاف أن «المطالب الداعية إلى إشراك العرب والتركمان في الملف الأمني لا تزال قائمة. وعلى الجهات والأطراف التي تُمسك بهذا الملف استغلال هذه المطالب وترجمتها إلى واقع يعيد الاستقرار إلى كركوك». وكان أربعة زوار متجهين إلى مدينة الكاظمية قُتلوا في هجوم مسلح استهدف قافلتهم غرب المدينة، فيما فرضت أجهزة الأمن طوقاً أمنياً حول مكان الحادث. ويحيي شيعة كركوك وسنتها من العرب والأكراد والتركمان المناسبات الدينية على رغم الانقسامات السياسية التي تشهدها المدينة منذ سبع سنوات.