استغلت الإدارة الأميركية تصريحات غاضبة أطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وصف فيها السفير الأميركي لدى إسرائيل دايفيد فريدمان بأنه «ابن كلب» بسبب قوله إن المستوطنين يبنون في «أرضهم» في الضفة الغربيةالمحتلة، لتشنّ عليه موجة اتهامات باستخدام «خطاب الكراهية ومعاداة السامية»، ولتمارس على السلطة ضغوطاً إضافية من أجل عودتها إلى مفاوضات السلام، بعدما قطعت الأخيرة كل خيوط الاتصال معها باعتبارها «وسيطاً منحازاً وغير نزيه» في أعقاب اعتراف الرئيس دونالد ترامب بالقدس «عاصمة لإسرائيل». أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، فاعتبر في تغريدة على «تويتر» أن تصريح عباس ينمّ عن «فقدانه صوابه بعد صدمة قرارات ترامب». وكان عباس قال في لهجة غاضبة في مستهل اجتماع القيادة في رام الله مساء أول من أمس، إن إدارة ترامب «اعتبرت أن الاستيطان شرعي وهذا ما قاله أكثر من مسؤول أميركي، أوّلهم سفيرهم في تل أبيب دايفيد فريدمان، قال (الإسرائيليون) يبنون في أرضهم، ابن الكلب، يبنون في أرضهم؟ وهو مستوطن وعائلته مستوطنة وسفير أميركا في تل أبيب ماذا ننتظر منه؟». وأضاف عباس أن «أميركا تريد فصل قطاع غزة عن الضفة حتى لا تكون هناك دولة فلسطينية موحدة»، وقال: «علينا ألا نتعامى عن الحقيقة بعد الآن، إنها تدمير المشروع الوطني الفلسطيني. هذا هو المخطط الذي بدأت إدارة الرئيس ترامب بتنفيذه حين أعلنت القدس عاصمة لإسرائيل وقررت نقل سفارتها إليها وقطعت مخصصاتها عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ثم اعتبرت أن الاستيطان شرعي». وردّ فريدمان، وهو مؤيد قوي للاستيطان وكان من أكثر المتحمسين لقرار ترامب في شأن القدس، على كلام الرئيس الفلسطيني وقال متوجهاً إلى الحضور في مؤتمر لمكافحة معاداة السامية في القدس: «ردّه كان الإشارة إلي بأنني ابن كلب. هل هذه معاداة سامية أم حوار سياسي؟ الحكم لا يرجع إلي، بل أترك الأمر لكم». وسارعت واشنطن إلى انتهاز غضب عباس لتتهمه ب«الكراهية» وتدعوه إلى «جهود ملموسة لتحقيق السلام» برعايتها. وأصدر المبعوث الأميركي لدى الشرق الأوسط جايسون غرينبلات بياناً وصف فيه تعليق أبو مازن بأنه «غير ملائم تماماً»، وقال إن على الرئيس الفلسطيني أن «يختار بين خطاب الكراهية وجهود ملموسة وعملية لتحسين حياة شعبه وإيصاله إلى السلام والازدهار». وأضاف أنه «على رغم هذه الإهانات التي ليست في محلها أبداً، إلا أننا ملتزمون تجاه الفلسطينيين في سبيل إحداث تغييرات لا بد منها من أجل تعايش سلمي» بينهم وبين الإسرائيليين. وجدد طرح «صفقة القرن» المرفوضة فلسطينياً بقوله: «نحن بصدد وضع اللمسات الأخيرة على خطتنا للسلام وسنعرضها حين تتهيأ الظروف الملائمة».