أكد الداعية الإسلامي عوض القرني أنه سيرفع دعوى على وزارة الثقافة والإعلام في ديوان المظالم، معتبراً أن ما يحدث الآن خلال تسجيل العضوية في جمعيات الأندية الأدبية العمومية «تكريس للفشل لكل الإدارات السابقة وتدعيم للفئوية ونبذ الآخرين من أصحاب التخصصات الشرعية، وعليه فإننا سنتقدم برفع دعوى لديوان المظالم نبين فيها كل هذه الملابسات من أجل حل هذه المجالس». وتهكم صاحب الكتاب الشهير «الحداثة في ميزان الإسلام»، بد المثقفين قائلاً إنهم «فشلوا في كل شيء فباتوا يلتفون على القوانين واللوائح من أجل تعزيز وجودهم، حتى وصل بهم الحال إلى الخطأ في حق الأندية كمؤسسات وكذلك الثقافة، وأخيراً دفع فئة المثقفين لجعل نفسها في مصاف العلماء الشرعيين». ويضيف: «وهؤلاء المثقفون أكثر من ينادي بالحريات والديموقراطية، ولكنهم يعلمون أن ليس لهم أي حضور في المشهد وغير مؤثرين، لذلك يقومون بهذه الالتفافات التي لن نسكت عنها». جاء ذلك في حلقة مثيرة للجدل، حول إقصاء الإسلاميين من انتخابات الأندية الأدبية، بثتها أمس قناة «دليل» عبر برنامج «البيان التالي» الذي يقدمه الدكتور عبدالعزيز قاسم. وكان ضيف البرنامج الأستاذ المشارك في جامعة الطائف الدكتور جميل اللويحق، وشارك عبر الهاتف، إضافة إلى عوض القرني، رئيس نادي الطائف الأدبي حماد السالمي، والناقدة سهام القحطاني، ورئيس أدبي الدمام محمد بودي، ووكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، فيما اعتذر الدكتور عبدالله الغذامي عن عدم المشاركة قبل بدء البرنامج بدقائق. واعترض اللويحق على ما اعتبره إقصاء للإسلاميين عن الأندية، «وهذا يتضح من خلال الشروط التي خصَّ بها كل نادٍ وإن كانت الفروق المكانية والثقافية بين هذه الأندية لا تبعد كثيراً، كما هو الحال بين نادي الطائف ونادي مكة»، مشدداً على أن الأندية «دورها ثقافي كما تنص على ذلك اللائحة وكذلك مسميات الأندية، مع أنها أندية أدبية ثقافية، لذلك يجب أن تستوعب الثقافة كل الأطياف وليس أن يكون ذلك حصراً على فئة دون أخرى». وردَّ عليه حماد السالمي بأن الأندية الأندية ليست مفتوحة للجميع من دون شرط أو قيد، «بل لها شروطها كما هو الحال لمن يريد أن يتقدم لإمامة الناس في المساجد». أما سهام القحطاني فذكرت السالمي أن الأصل في الانتخابات «قبول النتائج وعدم إقصاء أي تيار كان». كما وصفت التيار الإسلامي بأنه «أكثر تأثيراً وفاعلية في المجتمع من المثقفين الليبراليين، وعليه فلا يصح استبعادهم من هذا العملية الديموقراطية». كما وصفت القحطاني فوز امرأتين في كل من انتخابات مكة والجوف ب «الكوتة.. والأجدر هو تعيين النساء بدل هذا كله». وعلَّق الحجيلان على كل ذلك قائلاً: «سنأخذ هذا الكلام على محمل العاطفة وليس على محمل الجد لأنه اتهام خطير للوزارة». وذكر أنه «لا يوجد للوزارة أي توجه من أجل إقصاء تيار على حساب تيار آخر، بل بالعكس نهنئ الجميع ونبارك لهم من دون تمييز». ولفت، في ما يخص ترك تحديد التخصص للأندية الأدبية، إلى أنه «يجب أن ننتبه إلى أن تحديد التخصص وهو اللغة العربية كما فعلت ذلك بعض الأندية، لا يعني تحديد التوجه الفكري كما اعتقد البعض ذلك». وفي ختام الحلقة داخل محمد بودي موضحاً ما حدث بين نادي الدمام والشاعر محمد الدميني، قائلاً: «إن أوراقه (الدميني) سليمة ونرحب به وتم قبول عضويته، وكل ما في الأمر أنه خطأ من الموظف»، مثنياً على مجلس إدارته لالتزامه «بما جاء في نص اللائحة في عملية قبول عضوية الجمعية العمومية».