كانت البداية مع الدكتور سامي الصقير، أحد الرواد السعوديين في التخصص بأمراض الجلد، الذين اهتموا بحضور المؤتمرات والندوات العلمية الدولية المتعلقة بذلك العلم الطبي. ولاحظ الصقير قلة عدد السعوديين بين حضور تلك المؤتمرات، بل كان في أحيان كثيرة متفرِّداً في الحضور السعودي. ارتسمت تلك الصورة بين أواخر سبعينات القرن العشرين ومطالع ثمانيناته. وفي العام 1987، أثناء مشاركته في «المؤتمر العالمي للأمراض الجلدية» في برلين، عمل الصقير على إعادة تأسيس «رابطة أطباء الجلد العرب». وتقرر عقد الاجتماع الأول لتلك الرابطة في عمان في العام 1988، وتم انتخاب الصقير نائباً لأمينها العام. عند تلك النقطة، برزت رغبة لديه في تحقيق حلم تكوين جمعية سعودية تشارك بكثافة في هذه النشاطات العلمية المحلية والإقليمية والدولية. ومن موقعه كمدير عام للشؤون الصحيّة في المنطقة الشرقية في السعودية، اتصل الصقير بمؤسسات صحية في المملكة في قطاعات كوزارة الصحة، ومستشفيات وزارة الدفاع والحرس الوطني والأمن العام وشركات كبرى ك «أرامكو» و «الخفجي» و «الجبيل» و «ينبع»، إضافة إلى المستشفيات الجامعية والخاصة. واستطاع تحديد عدد أطباء الجلد، ودعاهم إلى حضور «المؤتمر الأول للأمراض الجلدية» الذي استضافته مدينة «الجبيل» في العام 1988. وتولى الصقير رئاسة المؤتمر الذي شهد ولادة «الجمعية السعودية للأمراض الجلدية». وترأس اجتماعها التأسيسي الذي حضره الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية آنذاك، الذي وافق على أن يكون الرئيس الفخري للجمعية، كما كان رئيساً فخريًا لمؤتمرها الثاني الذي عقد في الظهران في العام 1990. وعلى هامش الاجتماع الثاني ل «رابطة أطباء الجلد العرب» الذي استضافته القاهرة في 1989، دعا الصقير إلى تأسيس «رابطة أطباء الجلد في دول مجلس التعاون الخليجي». وتحت مظلة الأمانة العامة لوزراء الصحة في المجلس، تم اختيار الدكتور الصقير أميناً عاماً لتلك الرابطة ثم جُدِّدت ولايته في العام 2005. وبين عامي 1988 و1994، ترأس الصقير أيضاً مجلس إدارة «الجمعية السعودية للأمراض الجلدية». وآنذاك، شرع في تحقيق حلمه في زيادة أعداد أطباء الجلد في السعودية، ورفع مستوى مشاركاتهم في المؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية. ومع التقدم المستمر في مستوى مؤتمراتها العلمية التي ضاهت نظيراتها دولياً، تغيَّر اسم تلك المؤسسة إلى «الجمعية السعودية لأمراض وجراحة الجلد». كذلك ساهمت الزيادة في عدد الأطباء السعوديين ورقي مستوياتهم علمياً، في بروز حلم ثانٍ للصقير تمثّل في تشجيع الطبيب السعودي على المشاركة الفاعلة في المؤتمرات العالمية، عبر بحوث علمية تكفل ترك بصمة سعودية على الخريطة العلمية عالمياً. وبادر الصقير إلى المشاركة في مؤتمرات علمية متنوّعة، ببحوث ودراسات علمية، نُشِر قسم منها في مجلات علمية مرجعية. العنصر البشري بوصفه أساساً في العام 2010، تبنى مجلس «الجمعية السعودية...» مشروع «جائزة الدكتور سامي بن محمد الصقير للبحث العلمي والتميز وخدمة المجتمع» التي تمنح تحت رعاية «الجمعية السعودية لطب وجراحة الجلد والليزر»، وهو اسم تلك الجمعية حاضراً. وفاز الدكتور محمد لطفي الساعي، الأستاذ المساعد في المركز القومي المصري للبحوث، بتلك الجائزة في العام 2017. واعتبر أفضل باحث عربي في أمراض الجلد وجراحاته، تقديراً لإنجازاته العلمية. وجاء ذلك خلال انعقاد المؤتمر العالمي الرابع عشر للجمعية الذي عقد أخيراً في الرياض. وتُمنَح تلك الجائزة التقديرية للعلماء والباحثين المبدعين المتميزين في علوم أمراض وجراحة الجلد. ويشرف عليها نخبة من العلماء المتميزين ينظرون في ما يقدم إليهم من بحوث علمية، ويقَوِّمون أيضاً مساهمة المتنافسين في مجال العناية بصحة الجلد، والدراسات البحثية عن الأمراض المشهورة والمستوطنة في الوطن العربي. ومن الأسماء التي حصلت على الجائزة، يبرز اسم البروفسور خالد بن محمد الغامدي، استشاري أمراض وجراحة الجلد والليزر، الذي نشر ما يزيد على 45 بحثاً في مجلات علمية مرموقة، وهو مُحكِّم علمي لخمس مجلات طبية عالمية. وفي سجله أيضاً أنه ترجم كتابين عن أمراض الجلد، والبحوث الطبية، إضافة إلى تأسيسه موسوعة تثقيفية إلكترونية في أمراض الجلد والتجميل (dralghamdi.net). وحصل الغامدي أيضاً على مجموعة من براءات الاختراع، بينها اثنتان مثبتتان في «المكتب الأميركي لتسجيل براءات الاختراع» وأخرى في «مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية». وأخيراً، كُرِّمَت «الجمعية السعودية لأمراض وجراحة الجلد والليزر» خلال «مؤتمر الشرق الأوسط الدولي الثاني للأمراض الجلدية وطب التجميل». واستضافت دبي المؤتمر في كانون الأول (ديسمبر)2017، الذي نوّه أيضاً بجهود الجمعية المستمرة في إنجاح المؤتمر الذي يعقد بالتعاون مع «الجمعية الإماراتية لطب الأمراض الجلدية».