أعيد انتخاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس (الاحد)، رئيسا لروسيا لولاية رابعة في انتخابات اشبه باستفتاء، نددت بها المعارضة ووصفتها ب «المزورة». واظهرت النتائج الجزئية ان الرئيس الروسي حصل على اكثر من 76 في المئة من الاصوات، ليبقى رئيسا لولاية رابعة لروسيا التي اعادها في السنوات الاخيرة الى واجهة الساحة الدولية. وبعد فرز أكثر من 86 في المئة من الأصوات، حصل الرئيس الروسي على نسبة 76.3 في المئة من الأصوات، أي أكثر بكثير من نسبة 63.6 في المئة العام 2012، وأكثر بكثير من كل النسب التي تحدثت عنها استطلاعات الرأي في الأسابيع الأخيرة. وبذلك، سيبقى بوتين سيد رئيساً حتى 2024 حين سيبلغ من العمر 72 عاماً وسيكون أمضى 25 عاما، منها في السلطة بعد تعيينه خلفا للرئيس السابق بوريس يلتسين. وتقدّم بوتين على منافسه الابرز مرشح الحزب الشيوعي البليونير بافيل غرودينين، الذي لم يحصد سوى 12.1 في المئة من الاصوات، وحل امام القومي المتشدد فلاديمير جيرينوفسكي (5.8 في المئة)، والصحافية القريبة من المعارضة الليبرالية كسينيا سوبتشاك (1.5 في المئة). وكانت اللجنة الانتخابية اعلنت ان نسبة المشاركة بلغت 60 في المئة عند الساعة 15:00 توقيت غرينيتش، أي قبل ثلاث ساعات من اقفال مراكز الاقتراع. وشكر بوتين مئات من انصاره الذين تجمعوا في وسط موسكو للاحتفال بفوزه الكبير في الانتخابات الرئاسية، معتبراً ان هذا الامر يظهر «الثقة والأمل» لدى الشعب الروسي. وقال امام انصاره قرب الكرملين: «ارى في هذا الامر (النتيجة) الثقة والأمل لدى شعبنا. سنقوم بعمل كبير في شكل مسؤول وفاعل». وكان الكرملين جعل من نسبة المشاركة في الانتخابات معركته الرئيسة، بهدف اضفاء شرعية على الانتخابات المحسومة النتائج. وهنأ الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم، نظيره الروسي على إعادة انتخابه رئيسا، مرحبا بالعلاقات الصينية - الروسية التي قال انها «في افضل مستوياتها»، وفق وكالة انباء الصين الجديدة. وقال الرئيس الصيني في رسالة إن «العلاقة بين الصينوروسيا في أفضل مستوياتها التاريخية، ما يُشكل مثالا لبناء نوع جديد من العلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل والانصاف والعدالة». واضاف «ان الصين مستعدة للعمل مع روسيا لمواصلة دفع العلاقات الصينية - الروسية (وتعزيز) السلام العالمي». واتهمت المعارضة الروسية وعلى رأسها اليكسي نافالي، ابرز المعارضين الروس، الكرملين بتضخيم المشاركة بعمليات تزوير، عبر حشو الصناديق او تنظيم نقل الناخبين باعداد كبيرة الى مراكز الاقتراع. وقال نافالني في مؤتمر صحافي: «انهم بحاجة الى اقبال. النتيجة معروفة سلفاً، وهي فوز بوتين باكثر من 70 في المئة (من الاصوات)»، مؤكدا ان نسبة المشاركة الحقيقية ادنى من تلك المسجلة في انتخابات 2012. وشدد على ان «السبيل الوحيد للنضال السياسي في روسيا هو بالتظاهر. سنستمر في القيام بذلك». وعرضت منظمة «غولوس» غير الحكومية والمتخصصة في مراقبة الانتخابات حالات التزوير على موقعها الالكتروني، مشيرة حوالى الساعة 17:45 توقيت غرينيتش الى 2629 تجاوزاً، مثل حشو صناديق، والتصويت اكثر من مرة، واعاقة عمل المراقبين. في المقابل، اعتبرت رئيسة اللجنة الانتخابية ايلا بامفيلوفا انه «لم يحصل هذا الكم من التجاوزات». ونظمت السلطات حملة إعلامية مكثفة لحض الناخبين على التصويت، وسهلت عمليات التصويت خارج مناطق إقامة الناخبين. وأوردت وسائل إعلام حتى أنها مارست ضغوطا على موظفي الدولة والطلاب من أجل الإدلاء بأصواتهم. وأفاد ناشطون من المعارضة عن قيام الشرطة بجلب ناخبين في حافلات إلى مراكز الاقتراع، وتوزيع قسائم شراء مواد غذائية بأسعار مخفضة على الروس الذين يذهبون للإدلاء بأصواتهم. وقال مرشح الحزب الشيوعي غرودينين «بات الان واضحاً ان الانتخابات لم تكن عادلة»، وفق ما نقلت عنه وكالة «انترفاكس». وفتح اكثر من 1200 مركز اقتراع في القرم، الا ان قسما كبيرا من التتار، المجموعة المسلمة المعارضة بشكل واسع لضم القرم الى روسيا، قالوا انهم لا ينوون المشاركة في الانتخابات. وردا على تنظيم الانتخابات الرئاسية الروسية في القرم، قررت كييف منع الناخبين الروس المقيمين في أوكرانيا من التصويت. وقام عشرات الشرطيين وناشطون قوميون أمس، بمنع الدخول إلى القنصليات الروسية في الكثير من المدن الكبرى الأوكرانية.