استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، في حضور نظيره المصري سامح شكري، والقائم بأعمال رئيس الاستخبارات العامة المصرية اللواء عباس كامل. وصرح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي بأن السيسي أشاد بخصوصية العلاقات المصرية- الإماراتية وما تمثله من نموذج للتعاون الاستراتيجي بين الدول العربية. وأشار راضي إلى أن اللقاء شهد محادثات حول سبل العلاقات بين البلدين، خصوصاً على الصعيدين الاقتصادي والاستثماري، فضلاً عن مناقشة التطورات الإقليمية والأخطار التي يتعرض لها الأمن القومي العربي، واتفق الجانبان على «ضرورة التصدي لها بمنتهى الحزم، والوقوف صفاً واحداً في مواجهة كل التدخلات والمحاولات التي تستهدف النيل من أمن الدول العربية واستقرارها». وأجرى شكري محادثات مع عبدالله بن زايد، في إطار آلية التشاور السياسي بين البلدين. وقال بن زايد في مؤتمر صحافي مشترك: «ناقشنا التحديات التي تواجهنا، من قبل إيران وإسرائيل وتركيا، والاعتداء على المصالح العربية أو الشأن العربي، ونعمل بقوة وعزم لمواجهة هذه التحديات». وسُئل الوزيران عن نتائج زيارة المبعوث الأميركي إلى قطر الجنرال أنتوني زيني المنطقة والحديث عن قمة خليجية مرتقبة، فقال شكري: «زيارة المبعوث الأميركي إلى قطر أتت لتناول المشكلة. والأمر لم يتغير كثيراً الدول الأربع (المقاطعة لقطر) موقفها ولا يزال واضحاً. نحن مع عدم التدخل في الشؤون الداخلية، ومع حماية الأمن القومي بصفة عامة، وليس هناك ما نضيفه إلى أن تنتهج حكومة قطر السياسات التي تتعامل بجدية مع المشاغل ال13 والمشكلات التي اتسع نطاقها سلبياً بالنسبة إلى العالم العربي». وأضاف: «لا اجتماعات في القريب العاجل في هذا الخصوص». وقال عبدالله بن زايد: «نحن أمام تحديات وفرص، تجب مواجهة التحديات واستغلال الفرص. أحد هذه التحديات هو انتشار التطرف والإرهاب والكراهية ومع الأسف إحدى منصات ذلك قطر. إذا أرادت أن تغير نهجها فسنكون مرحبين بعودتها إلى الصف العربي، وإذا أرادت الاستمرار في هذا النهج فلا حاجة لأي منا كي يغيّر هذه السياسة. هذا ما توافقنا عليه». وأضاف: «نريد استعادة كل ثقل عربي ممكن. نرى فراغاً في ليبيا وسورية ولبنان واليمن. نحن أكثر تفاؤلاً اليوم بتطور الوضع في العراق، لكننا نأمل بأن يستعيد أيضاً الصومال عافيته. مع الأسف كثير من الحواضر العربية شهد تحديات، ولذلك أمام مصر والسعودية مهمة تاريخية، أن تكونا عوناً ودعماً مثلما كانا دائماً. علينا كعرب أن نقوم بهذه المسؤولية، ونحن في الإمارات نؤكد أننا سندعم القاهرة والرياض في تلك الجهود». ورد شكري: «سنكون سوياً». وعن سورية، قال عبدالله بن زايد: «الوضع معقد وفي غاية الخطورة وعلى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، أن تمارس دوراً أكبر لحماية الشعب السوري وإيجاد مساحة لإعادة إنعاش الحوار السياسي. لا بد أن يُترك الأمر للسوريين وتختفي الميليشيات التي دخلت سورية أو تدعمها أطراف ودول أخرى. هذا ما تسبب في التدخلات الإيرانية والتركية في سورية». وشدد شكري على أن «الوضع في سورية يزداد تعقيداً ويعاني الشعب تدخلات من تركيا أو الوجود الإيراني. مصر والإمارات والسعودية تعمل في شكل وثيق بالتعاون مع المجتمع الدولي لدعم المسار المعتمد من مجلس الأمن. نعمل لتوحيد المعارضة والتواصل مع الدول المؤثرة مثل أميركا وروسيا لدفع مسار السلام». في غضون ذلك، أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أن قطر «دفعت ما بين 700 مليون إلى بليون دولار لمجموعة معقدة من الجماعات الإرهابية تشمل ميليشيات حزب الله وميليشيات الحشد الشعبي وجبهة النصرة». وقال في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس، إنه لا يمكن الدوحة أن تنفي دعمها الإرهاب في ظل تراكم الأدلة والقرائن»، مضيفاً أن دعم التطرف يمثل محور الأزمة معها.