«هدفي الأول أن تدور عجلة الإنتاج مجدداً»، بهذه الكلمات أجاب الفنان المصري أشرف عبدالباقي عن سبب قبوله لبطولة المسلسل الكرتوني ثلاثي الأبعاد «بني أدمين في عصر التنين»، خصوصاً في ظل حذر المنتجين بعد الثورة من خوض غمار الإنتاج خوفاً من إحجام المحطات الفضائية عن الشراء. المسلسل من تأليف وإخراج محمد دندراوي ويشارك في بطولته منه فضالي ويوسف داود وأنعام سالوسه وتتيانا. وتدور قصته في العصر الحجري داخل جمهورية تدعى «حجر حجرجر» التي يحكمها «شمندر» ومعه حاشية من المحاسيب الأصدقاء ورجال أعمال يحتكرون كل شيء! يقول عبدالباقي: «أجسد دور مخترع اسمه «خشمولا»، يستغله حاكم المدينة في تحقيق أطماعه الشخصية. الأحداث تتضمن إسقاطات على الواقع، وسنكتشف أن المشاكل نفسها والفساد موجودة منذ العصر الحجري؟». وعن مقارنة العمل بالأعمال الكرتونية الأخرى، يقول: «نحن لا نقارن، لكننا نسعى إلى تقديم عمل جيد يناقش القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي نعيشها في شكل كوميدي ساخر نكتشف من خلاله أن قضايا العصور الماضية هي قضايا ومشكلات هذا العصر». ويضيف: «العمل في النهاية يعبر عن رؤية المؤلف سواء كان الشكل كوميدياً أم تراجيدياً، لكن المهم هو أن تصل الفكرة، على رغم أن المشاهد سيربط بينها وبين الواقع في دول كثيرة إلا أنها ستصل إلى الجميع بمعالجة بسيطة للكبار والصغار». ويوضح أن المسلسل كتب قبل ثورة 25 يناير، «لكننا وجدنا تشابهاً بين الأحداث». ويعترف الفنان الكوميدي بأن هناك أزمة إنتاج يشعر بها جميع العاملين في الوسط الفني، و«الدليل ان الإنتاج الدرامي قلّ عن مثيله العام الماضي بنسبة تصل إلى 70 في المئة! وهو ما سبب أزمة لآلاف من العاملين في الصناعة، وأتمنى أن تدور عجلة الانتاج مجدداً ونتعاون جميعا نجوماً ومنتجين حتى يعود الجميع للعمل، علماً ان المنتج يراهن على الاستقرار ولا يستطيع أحد توقع المستقبل القريب في ظل هذه الظروف». وعن نشر قوائم سود لبعض الفنانين والنداء بعدم التعاون معهم، يقول عبدالباقي: «أنا ضد الخوض في هذا الموضوع، ورأيي أنه مهاترات». ويشير ضاحكاً إلى أن الوضع الآن أشبه بماسورة سياسة فُتحت، ف «الجميع يتحدث في السياسة وأمورها والتعديلات الدستورية وسواها من المصطلحات السياسية، وهذا ما لم نعتده في مصر، حتى الشباب الصغار باتوا يتحدثون عن حكومة تكونوقراط. ولعل أفضل ما حدث هو أن كل فرد أصبح يقدر قيمة صوته، وهذا ما ظهر في الاستفتاء الأخير، ولا بد ان ينعكس على الأعمال الفنية خلال الفترة المقبلة». يذكر ان مسلسل «بنى أدمين في عصر التنين»، كما يعرفه مخرجه ومؤلفه محمد دندراوي هو «تجربة جديدة في مجال الإنتاج الدرامي في مصر، فالقصة تدور في العصر الحجري، ولكن بأحداث تتشابه مع ما يدور في العصر الحالي، والعمل يتم من طريق الابعاد الثلاثة. وعلى رغم ان المسلسل يضم كل مكونات العمل الدرامي الحقيقي من ديكورات وإضاءة وفنانين، لكن المختلف هو أن العمل الكرتوني يحتاج إلى ابداع أكثر لأنه يقوم على مقومات بسيطة تتعلق بصوت الممثل الذي يعد الأداة المهمة لجذب الجمهور في هذه الأعمال، خلافاً للعمل الدرامي الذي يظهر فيه الممثل بالصوت والصورة. ويؤكد دندراوي ان العمل يملك رؤية جديدة لم تظهر في أعمال كرتون أخرى، فضلاً عن طرافة الفكرة إلى جانب الإمكانات التقنية.