رسم تقرير اقتصادي صورة متفائلة لنشاط الاكتتاب في السعودية خلال العام الحالي 2018، موضحاً أن سوق الاكتتاب في المملكة تبدو واعدة ومزدهرة، بدعم من الإصلاحات التنظيمية الرئيسة الجارية في المملكة، والاكتتابات العامة الوشيكة لشركة «أرامكو» السعودية، والسوق المالية السعودية (تداول)، وغيرها من مؤسسات كبرى مرتبطة بالحكومة، في الوقت الذي تسعى «تداول» إلى الانضمام إلى مؤشر MSCI للأسواق الناشئة، وشهدت نقلة نوعية سريعة في تحسين البيئة التنظيمية، وسمحت بالقيام باستثمارات الأجنبية وفق معايير عالمية. وبحسب تقرير لشركة «إرنست ويونغ» EY فإن «تداول» حققت في الربع الرابع من عام 2017 قيمة معلنة بلغت 412 مليون ريال (110 ملايين دولار)، وشهدت السوق السعودية الموازية (نمو) انخفاضاً بنسبة 48 في المئة في الاكتتابات المسجلة عام 2017، مع عدم تسجيل أي اكتتاب في الربعين الثالث والرابع من عام 2017، مشيراً إلى أن هيئة السوق المالية السعودية سمحت، اعتبارا من الأول من كانون الثاني (يناير) الماضي، باستثمارات مباشرة في السوق السعودية الموازية من مستثمرين أجانب غير مقيمين. واعتبر رئيس خدمات الاكتتابات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى EY غريغوري هيوز أن المملكة ماتزال نقطة جذب أساسية في المنطقة، متوقعاً أن يكتسب نشاط الاكتتاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا زخماً في العام الحالي 2018، مدعوماً بالإصلاحات الاقتصادية والخصخصة في بلدان مثل السعودية ومصر، ومن المرجح أن يؤدي ذلك، بالاقتران مع تحسن أسعار النفط، وإطلاق مبادرات حكومية مواتية، وتزايد شهية المستثمرين، إلى الدفع باتجاه مزيد من الاكتتابات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولا سيما من هيئات حكومية إقليمية رئيسة. ومرجح أن يشهد نشاط الاكتتاب العام في المنطقة مزيجاً من التعويم المحلي والدولي، كما أن الشركات العائلية والمدارة من الملاك والشركات الخاصة المدعومة بالأسهم، تبدي رغبتها في المشاركة في السوق خلال عام 2018، ويمكن أن يشمل ذلك مجموعة من العروض المحلية والدولية بأحجام مختلفة. وشهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ثماني صفقات اكتتاب في الربع الرابع من عام 2017، بزيادة قدرها 60 في المئة، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2016، وبلغت قيمة تلك الاكتتابات 2.5 مليار دولار، ما يمثل زيادة بأكثر من عشرة أضعاف، مقارنة بقيمة الاكتتابات المسجلة في الفترة نفسها من العام السابق. وقادت الإمارات نشاط سوق الاكتتابات في المنطقة من حيث القيمة، محققة 2.2 بليون دولار، جاء معظمها من اكتتاب شركة «إعمار» للتطوير (1.3 بليون دولار)، وهو أكبر اكتتاب عام في المنطقة منذ عام 2014، كما شهدت الإمارات اكتتاباً ناجحاً آخر هو اكتتاب شركة «أدنوك» بقيمة 850.9 مليون دولار. وفي عُمان سجلت سوق مسقط للأوراق المالية أعلى عدد من الاكتتابات في المنطقة خلال الربع الرابع من عام 2017، مع ثلاث صفقات قيمتها جميعاً 81.9 مليون دولار. وأشار رئيس خدمات استشارات الاكتتابات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى EY مايور باو، أنه يمكن للتشريعات الصادرة عن هيئة السوق المالية السعودية أن تشجع مزيداً من الشركات الصغيرة والمتوسطة على طرح أسهمها للاكتتاب العام في 2018، ما يؤدي إلى انتعاش في نشاط الاكتتابات في سوق «نمو» وحدها، كما تبدو عمليات الاكتتاب المزمعة في الإمارات والكويت ومصر واعدة، مع إعلان شركات كبرى مملوكة للحكومات عن خططها لطرح أسهمها خلال العامين المقبلين. وتضاعفت قيمة الاكتتابات في دول مجلس التعاون الخليجي مقارنة بالعام السابق، إذ شهدت أسواق دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة ستة اكتتابات في الربع الرابع من عام 2017، بزيادة نسبتها 200 في المئة، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، في حين ارتفعت قيمة تلك الصفقات بأكثر من 10 أضعاف، مقارنة بما حققته صفقات الفترة نفسها من العام السابق، لتصل إلى 2.4 بليون دولار في الربع الرابع من عام 2017، واستحوذ قطاع العقارات على النسبة الأكبر بقيمة 1.3 بليون دولار، يليه قطاع الطاقة ب850.9 مليون دولار، ثم قطاع صناديق الاستثمار العقاري في المرتبة الثالثة، مع جمع رأسمال قدره 110 مليون دولار.