يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض الأربعاء، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في زيارة رسمية له، وستركز القمة على تعزيز التعاون الثنائي بين الرياضوواشنطن، إضافة إلى قضايا المنطقة بما فيها الأزمة مع قطر والوضع في اليمن، وملف سورية ودور إيران التخريبي في المنطقة. وأكدت مصادر أميركية، أن إعلان البيت الأبيض وترحيبه بزيارة ولي العهد يؤكد رغبة أميركية في تعميق علاقة استراتيجية أمنية واقتصادية مع الحليف السعودي، وستتناول المحادثات الاتفاق على مواجهة إيران وتدخلاتها في المنطقة إلى تعديل الاتفاق النووي وإيجاد مخرج للأزمة السورية، وإجبار ميليشيات الحوثي على القبول بالمفاوضات في اليمن وتحريك العملية السلمية بين الفلسطينيين وإسرائيل. وسيلتقي ولي العهد السعودي خلال زيارته، كبار المسؤولين في الكونغرس ومراكز الفكر، وستركز أيضاً على تحقيق رؤيته 2030 والاستثمارات الأميركية، اذ سيلتقي مديري أكبر الشركات في السليكون فالي ومدينة سياتيل. كما سيزور كلاً من نيويورك وبوسطن وهيوستن. وركزت الصحافة الأميركية على الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي يقودها الأمير محمد والدور الذي يلعبه في تحديث المملكة وتمكين العنصر الشاب، وإيجاد بدائل للنفط كمصدر أساسي للدخل. وكان ولي العهد السعودي أكد هذا الأسبوع أن بلاده ستعمل على تطوير قنبلة نووية إذ قامت إيران بنفس الشيء، وشبه في حوار أجراه معه تلفزيون «سي بي اس CBS» ضمن برنامج «60 دقيقة» المرشد الأعلى الإيراني خامنئي ب «هتلر»، وذلك خلال أول حديث يدلي به لتلفزيون أميركي، اذ نشر حساب برنامج «60 دقيقة» بعض المقتطفات منه. ومن غير المرجح أن تشهد واشنطن التي تستضيف على مدى أيام زيارات لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد حلاً للأزمة السياسية التي تواجهها الدوحة، على رغم أن أميركا تسعى لحلها وتدعم الوساطة الكويتية، فيه وقت أكد فيه مسؤولون أن عقد قمة خليجية - أميركية كانت مرتقبة أصبح «ضعيفاً». وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية إن أطراف الأزمة الخليجية «ليسوا متفقين. ليسوا مستعدين لحل هذه الأزمة». وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطعت العلاقات التجارية وروابط السفر مع قطر في حزيران (يونيو) الماضي متهمة الدوحة بدعم إيران والإرهاب. وقال رئيس مجموعة الأزمات الدولية روب مالي، إنه وعلى رغم زيادة جهود الضغط القطرية في واشنطن فإن الرياضوأبوظبي تعتبران الخلاف «مصدرا بسيطا للإزعاج»، و«ليس مشكلة ملحة لكنه أمر بإمكانهما التعايش معه لفترة طويلة للغاية». وأضاف مالي الذي التقى مع مسؤولين سعوديين في الآونة الأخيرة «تريدان التعامل معه على أنه جزء من الأثاث وليس أمرا يتطلب الاهتمام الفوري»، وكان ترامب وقف في صف السعودية والإمارات ووصف قطر بأنها «ممول للإرهاب»، ودعا لاحقاً إلى الوحدة الخليجية. ومن ضمن أهداف زيارة ولي العهد السعودي إلى واشنطن هذا الأسبوع، تعزيز التعاون الاقتصادي، ومن المقرر أن يلتقي كبار المسؤولين في الشركات الأميركية، ومن ضمنهم صناع السينما. وقالت وكالة بلومبيرغ إن الأمير محمد بن سلمان سيستثمر الرحلة لتشجيع فرص الاستثمار في أكبر اقتصاد عربي، وتأتي الزيارة بعد أيام من زيارته إلى بريطانيا التي أبرم فيها اتفاقات بقيمة 65 بليون جنيه استرليني من التجارة والاستثمارات المتبادلة للأعوام المقبلة.