يوسّع نجم منتخب إسبانيا لكرة القدم وفريق برشلونة جيرار بيكيه اهتماماته واستثماراته، فارضاً نهجاً مختلفاً في تعامل مشاهير الرياضة مع عالم المال والأعمال. قبل نحو أسبوعين تردد اسم بيكيه لدى طرح الصيغة الجديدة «الثورية» لمسابقة كأس ديفيس في التنس، أعرق بطولة للفرق في العالم، ما عُدّ نقلة نوعية بعد إبحاره منذ العام 2012 في عالم تطبيقات ألعاب الفيديو على الهواتف الخليوية عبر شركته «كيراد غايمز»، ومساهماته في «ناتروس»، ماركة أطباق الهامبرغر العضوية، وغيرها من أسماء تجارية ومشاريع. يوزّع قلب دفاع برشلونة، زوج نجمة الاستعراض الكولومبية شاكيرا، وقته بين واجباته الاحترافية في التدريب والمباريات، ومتابعة أعماله وظهوره في مؤتمرات وحفلات وندوات، منها المعرض العالمي للهواتف الخليوية في برشلونة أخيراً، حيث حضر الافتتاح إلى جانب فيليبي السادس ملك إسبانيا، وشخصيات أخرى. وفي اليوم التالي، شوهد في لندن خلال تقديم صيغة كأس ديفيس المقرر أن تبلغ جوائزها المالية 20 مليون دولار، متأبطاً ذراع هيروشي ميكيتاني رئيس «راكوتن» محرّك البحث الياباني الموازي ل «أمازون»، وأركان الاتحاد الدولي للتنس. وبعد 24 ساعة، كان بيكيه في كامل لياقته يعلن إطلاق فريق الدوري الإلكتروني «إي سبورت» في برشلونة. ولا يتذمّر بيكيه من زحمة المواعيد، يهوى عالم المال والأعمال وإطلاق النشاطات، واسمه مرادف لمشروب للطاقة، ونظارات شمسية وشبكة مطاعم. وعلى مسافة خطوات من مركز التدريب في النادي الكاتالوني، مكاتب شركته لألعاب الفيديو، ومنها يدير أعماله وسط ديكور عصري موحٍ ومتقن، تاركاً التفاصيل والقرارات التنفيذية لساعده الأيمن خافيير ألونسو، المدير السابق ل «دورنا» الشركة المنظمة لسباقات بطولة العالم للدراجات النارية. يكشف النجم الإسباني أنه خطط منذ سنوات لمرحلة ما بعد اعتزاله، إذ لا يرى نفسه مدرّباً. وينجذب كثيراً لعالم الاقتصاد والمال. نجل جراح أعصاب، كان جده أمادور برنابو إدارياً في «برسا»، وعهد بعدها لصهره خوان (والد جيرار) إدارة شركته لمعدات البناء. ويفاخر خوان بيكيه بذكاء نجله وفطنته، ما مكّنه من إدارة أعماله المتشعّبة ومسيرته الاحترافية المتألقة في آن. زملاء جيرار في «برسا» يلقبونه ب «الرئيس»، وهو يتقن الإنكليزية، لغة الأعمال، بعدما لعب في صفوف مانشستر يونايتد أربعة مواسم، وتابع دروساً خصوصية في الاقتصاد، وشارك في دورات صقل في جامعة هارفرد الصيف الماضي، ولفت الأنظار بين زملائه من مديري شركات من أنحاء العالم، أمثال لويز كاريللو بنيتو، مدير «لايف ميديا» المتخصصة بإنتاج أفلام الرياضة الإلكترونية وألعابها تلفزيونياً. كما التقى في الجامعة العريقة نجوماً محترفين، أمثال جايمي هيسليب (الرغبي) وسي جي ماك كولم (كرة السلة الأميركية)، ومطوّرين في «يوتيوب» و «ديزني» و «آبل». وهو صديق لمؤسس «فايسبوك» مارك زوكربرغ. أقنع بيكيه زميله المعتزل كارلوس بويول بالاستثمار في مشروب التعافي والطاقة «426 مايلز». وأطلق البطولة الإلكترونية بمساعدة «كونامي» وصندوق استثمارات عائد للصيني جيانغ ليزهانغ مالك نادي غرناطة. الأكيد أن بيكيه موهوب في التواصل مذهل في الإقناع، يتحيّن الفرص المناسبة، ومن هذا المنطلق كانت له اليد الطولى في صفقة راية «راكوتن» لقميص فريقه برشلونة. وفي سبيل الترويج لصيغة كأس ديفيس الجديدة، واظب على حضور مباريات التنس والتقى نجوماً مؤثرين، منهم الصربي نوفاك ديوكوفيتش، ممهداً لإعلان «راكوتن» ضخ 3 بلايين دولار في المسابقة خلال 25 سنة. وللمفارقة، فإن بيكيه وزميله في المنتخب غريمه في ريال مدريد سيرخيو راموس، شريكان في إطلاق النسخة الأوروبية من موقع «ذي بلايرز تريبيون» المدوّنة المفتوحة الواسعة الآفاق لنشر الآراء والتصريحات من دون «جميل» الصحافة. أما «صفحته التغريدية» فتحظى ب18.2 مليون متابعة. في سن المراهقة، خطط بيكيه، الذي قدّرت مجلة «فوربز» مداخيله ب17.7 مليون دولار العام الماضي، للاعتزال لدى بلوغه ال30 والتفرّغ لأعماله الخاصة. لكنه بلغ ال31 ومدد عقده مع برشلونة حتى عام 2022، ربما لأنه وجد أن ما حلم به تحقق قبل أوانه، ويطمع بالمزيد.