أعلنت تركيا أمس أنها لن تسلّم مدينة عفرين إلى النظام السوري بعد انتهاء عملية «غصن الزيتون» التي تهدف إلى طرد المقاتلين الأكراد منها، مؤكدةً أنها ستقيم مع الولاياتالمتحدة منطقة آمنة حول منبج شمال سورية «إذا أوفت واشنطن بوعدها». وفيما تتواصل معركة تقودها أنقرة ضد منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية بهدف طرد المقالين الأكراد من المنطقة الواقعة على الحدود التركية، أكد الناطق باسم الرئيس التركي إبراهيم كالين أمس أن بلاده لا تنوي تسليم مدينة عفرين إلى النظام السوري بعد الانتهاء من حملتها العسكرية في المنطقة والسيطرة عليها بل ستعمل على تشكيل هيئة من سكان المنطقة لإدارة شؤون مناطقهم، مرجحاً أن تقوم القوات التركية وفصائل «الجيش السوري الحر» ب «تطهير مدينة عفرين من المسلحين الأكراد في القريب العاجل». ورأى في حديث للتلفزيون التركي أن «الإرهابيين أرادوا تحويل منطقة عفرين السورية، إلى جبل قنديل ثان (معقل حزب العمال الكردستاني شمال العراق)، لكن عملية غصن الزيتون حالت دون ذلك»، مشيراً إلى أن العملية تواصل تقدمها نحو مركز مدينة عفرين، آخذةً بالاعتبار «عدم إلحاق الضرر بالمدنيين الذين يقطنون تلك المنطقة». وفي ما يتعلق بمنبج، قال كالين إن تركياوالولاياتالمتحدة ستشكلان «منطقة آمنة» حولها إذا أوفت واشنطن بوعودها، مشيراً إلى أن «خريطة الطريق المتفق عليها مع واشنطن في شأن منبج تنص على إقامة منطقة آمنة هناك». وعن الغوطة، أوضح كالين أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «يبذل جهوداً ديبلوماسية كبيرة لوقف هجمات النظام السوري ضدّ المدنيين هناك». وزاد أن «النظام يدعي وجود عناصر للنصرة في الغوطة يتراوح عددهم بين 300 إلى 1000 عنصر، ولكن حتّى كان هذا الادعاء صحيحاً، فإنّ ذلك لا يبرر قصف المدنيين في تلك المنطقة باستمرار، معلناً أن «أجهزة الاستخبارات التركية تعمل حالياً على إخراج عناصر النصرة من المنطقة». ميدانياً، وسّعت القوات التركية وفصائل «الجيش الحر» سيطرتها على مساحات واسعة من عفرين حيث وصلت إلى محاصرة المدينة من 3 جهات. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى تصاعد القصف الجوي والمدفعي من القوات التركية وطائراتها والذي استهدف مدينة عفرين وأطرافها ومحيطها، ومناطق أخرى في القرى المتصلة معها من الناحية الغربية والمؤدية إلى ناحية معبطلي وريف جنديرس. وأكد «المرصد» مقتل مدنيين على الأقل وإصابة 10 آخرين بجروح، لترتفع حصيلة الضحايا إلى 12 قتيلاً خلال ساعات إضافة إلى 44 مدنياً بجروح. واندلعت معارك بين «وحدات حماية الشعب» الكردية و»قوات الدفاع الذاتي» من جهة وبين القوات التركية وفصائل المعارضة من جهة أخرى محاور القتال. وسيطرت أنقرة على 5 قرى أخرى على الأقل في ريفي بلبلة والشيخ حديد في الريف الشمالي الغربي لحلب. وأعلنت رئاسة الأركان التركية أمس تحييد 3524 «إرهابياً» منذ انطلاق عملية «غصن الزيتون»، مشيرةً إلى أن العملية مستمرة ل «تحييد عناصر حزب العمال الكردستاني وداعش وإنقاذ الشعب الصديق والشقيق في المنطقة من الظلم والضغوط». ودفعت الأوضاع الإنسانية السيئة المزيد من المدنيين في عفرين والقرى المجاورة إلى النزوح نحو بلدتي نبل والزهراء الخاضعتين لسيطرة النظام عبر السير مسافات طويلة. وأفاد مراسل «فرانس برس» في عفرين عن اختباء المدنيين في الأقبية في وقت لم تتمكن فرق الإسعاف من نقل الجرحى إلى المستشفيات للعلاج جراء كثافة القصف. ويعمل المستشفى الرئيس في المدينة بإمكانات محدودة جراء انقطاع خدمات المياه والكهرباء منذ أكثر من أسبوع وعدم توافر مادة الديزل لتشغيل المولدات الكهربائية في ظل نقص في الأدوية والكادر الطبي. وأقفلت العديد من المحال التجارية أبوابها مع نقص المواد الغذائية لا سيما الحليب والطعام المخصص للأطفال، في وقت انتظر العشرات من المدنيين أمام فرن رئيس للحصول على الخبز الذي تم توزيعه مجاناً بإيعاز من الإدارة الذاتية الكردية. وأتى التصعيد على عفرين بعد ساعات من نقل مصدر في الرئاسة التركية أن الرئيس أردوغان يأمل «بإنجاز التطويق الكامل» لمدينة عفرين «بحلول مساء» أول من أمس. وتطوق القوات التركية وفصائل سورية موالية منذ الاثنين مدينة عفرين مع تسعين قرية تقع غربها، إثر هجوم بدأته في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي.