أثارت أنباء عن تزامن زيارة نائبي الرئيس الاميركي جوزيف بايدن، والإيراني محمد رضا رحيمي ردودَ فعل متباينة لدى الكتل السياسية العراقية، لكن السفارة الأميركية في بغداد نفت أن يكون لدى بايدن خطط لزيارة العراق حالياً. وفيما اعتبر تيار الصدر زيارة بايدن «تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للعراق»، رأت «القائمة العراقية» أن «ايران تتعامل مع العراق كضيعة تابعة لها، وتستغله في تصفية حساباتها مع دول المنطقة والعالم». وأعلنت مصادر عراقية برلمانية، ان «بايدن يعتزم زيارة العراق غداً (اليوم) للبحث في موضوع انسحاب الجيش الأميركي». وأكد النائب عن «التحالف الكردستاني» محمود عثمان في تصريحات صحافية، أن «هناك رغبة لدى القوات الاميركية بالبقاء في العراق، وبايدن سيحاول إقناع العراقيين ببقاء هذه القوات»، مشيراً الى أن «الاميركيين سيُبقون حوالى 20 ألف جندي، سواء وافق العراقيون على تمديد البقاء أم لا». وينص الاتفاق الامني الموقَّع بين العراق واميركا، على إنهاء واشنطن انسحاب كامل قواتها نهاية العام الجاري. لكن السفارة الاميركية في بغداد نفت نية بايدن زيارة بغداد غداً، وقال الناطق باسمها ديفد رانز ل «الحياة»، أن «بايدن زار العراق مرات عدة، ونأمل أن يقوم بزيارة أخرى، ولكن ليس لديه خطط لزيارة العراق في الوقت الراهن». وأعلنت السفارة الايرانية في بغداد، ان «النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد رضا رحيمي، يصل الأربعاء الى العراق على رأس وفد يضم 200 شخصية سياسية وتجارية». وقال مساعد السفير الإيراني كاظم شيخ فروتن، إن «اللجنة الاقتصادية العليا بين إيران والعراق ستجري خلال هذه الزيارة محادثات برئاسة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والنائب الاول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد رضا رحيمي». وكان رحيمي استقبل وزير المال العراقي رافع العيساوي أمس في طهران ، وأكد انه «تجب إزالة العراقيل التي تمنع تنمية التعاون والاستثمار المشترك بين البلدين»، واصفاً زيارته المقبلة للعراق بأنها «ستكون من أهم الزيارات التي قام بها خلال السنوات الاخيرة». وأبدى رحيمي رغبته في «التوقيع على اتفاقات ومذكرات تفاهم بنّاءة بين البلدين لرفع حجم التبادل التجاري بين طهران وبغداد الى الضعفين في الظروف الحالية». ورأى النائب عن «العراقية» حامد المطلك، ان «الزيارات المتبادلة بين الدولة مطلوبة، لكن تزامن زيارة الوفدين الاميركي والإيراني يعطي انطباعاً بأن العراق مرتهن اميركياً وإيرانياً». وقال المطلك، وهو شقيق نائب رئيس الوزراء صالح المطلك ل «الحياة»، إن «رضوخ بعض السياسيين لواشنطن او طهران أفقدتهم ثقة المواطن العراقي ودعمه»، داعياً الكتل السياسية والحكومة الى «عدم المساومة على مصالح البلاد العليا وتفضيل المصلحة الوطنية العراقية على المصالح والارتباطات الاخرى». وأضاف أن «على السياسيين ان يرفضوا أي محاولة من قبل الطرفين (إيران وأميركا) لتصفية حساباتهما على حساب المصلحة العراقية». وتابع أن «إيران تريد ان تجعل العراق ضيعة تابعة لها تستغله في تصفية حساباتها مع دول المنطقة والعالم، وهذا ما يجب مواجهته». الى ذلك، وصفت «الهيئة السياسية للتيار الصدري» في بيان، الزيارةَ المرتقبة لنائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى بغداد، بأنها «تدخل سافر من قبل إدارة دولة الاحتلال في الشؤون الداخلية العراقية، وان دولة الاحتلال تمارس شتى الضغوط لتمديد بقاء قواتها في العراق». ودعا البيان الكتل السياسية الى» قطع الطريق امام إدارة دولة الاحتلال من خلال إنهاء الخلافات وتوحيد المواقف والرؤى في ما يتعلق بإنهاء وجود الاحتلال والمضي قدماً في عملية تقديم الخدمات للمواطنين»، مطالباً جميع الكتل السياسية والمرجعيات الدينية «بإدانة هذه الزيارة غير المرحَّب بها، وعلى جميع الأصعدة».