أعلن النواب الأكراد أنهم سيؤدون القسم الدستوري في البرلمان باللغة التركية، لكنهم لن يلتزموا به، لما يحويه من «عبارات فاشية وإقصائية»، خصوصاً تلك التي تتحدث عن العرق التركي والأمة التركية. وقال النائب شرف الدين ألتشي: «هذا هو الحلّ الوحيد الذي أقنع النواب بألا يؤدوا القسم الدستوري بلغتهم الكردية الأم». وأضاف: «كثر في البرلمان التركي لا يلتزمون فعلياً بما يقسمون عليه، وخصوصاً في ما يتعلق بموضوع الذمة المالية، وبالتالي فإن أحداً لا يستطيع أن يلوم الأكراد اذا أعلنوا سلفاً أنهم لن يلتزموا بما جاء في القسم». في المقابل، يسعى رئيس «حزب الشعب الجمهوري» الأتاتوركي المعارض كمال كيليجدارأوغلو الى لملمة النقاش الذي بدأ بعد الانتخابات الاشتراعية التي أُجريت في 12 الشهر الجاري، في شأن أدائه وتوجهاته السياسية، والحملة الدعائية ضده التي يقودها الرئيس السابق للحزب دنيز بايكال الذي اعتبر حصول الحزب على 26 في المئة من الأصوات «خسارة ضخمة»، وذلك على رغم أن الحزب حصل على 21 في المئة من الأصوات فقط في عهده. وثمة سجال حول اتهام بايكال وأنصاره كليجدارأوغلو بالتخلي عن أيديولوجية الحزب وخيانته أتاتورك ومبادئه، واتهامه بالسعي الى جعل الحزب يسارياً. وطالب هؤلاء بعقد مؤتمر عام طارئ للحزب، لإطاحة رئيسه، على رغم أن كيليجدارأوغلو دعا الى حوار بعيداً من وسائل الإعلام. لكن أنصار بايكال زادوا ضغوطهم واتهاماتهم، عبر وسائل الإعلام ومن خلال تنظيم تظاهرات احتجاجية أمام مقار الحزب، ما دفع كيليجدارأوغلو الى التهديد بفصل بعضهم من الحزب، بعد تحويلهم إلى لجان تحقيق. «حزب الحركة القومية» أيضاً، يشهد نقاشاً ساخناً حول نتائج الانتخابات، إذ تجمهر عدد من أعضائه أمام المقر الرئيس في أنقرة، احتجاجاً على عدم مساءلة قيادات الحزب في شأن الفضائح الجنسية وفشلهم في زيادة أصوات الحزب، لدرجة أنه أصبح مهدداً بالخروج من البرلمان، وباتت أهم أهدافه تقتصر على البقاء في مجلس النواب من دون المنافسة على الصدارة مع الأحزاب الأخرى. واستغرب المتظاهرون ألا يدوم اجتماع تقويم نتائج الانتخابات، والذي رأسه زعيم الحزب دولت بهشلي، أكثر من 40 دقيقة فقط، ما اعتبروه دليلاً على عدم جدية القيادة، مطالبين بهشلي بمحاسبة نفسه ورجاله. اما رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، فبدأ إجازة لمدة اسبوع، بعد اجتماع دام خمس ساعات مع قيادات حزبه لتقويم نتائج الاقتراع. ورفض أردوغان التعليق على تفسير خصمه كيليجدارأوغلو سبب زيادة أصوات «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في الانتخابات، مكتفياً بالابتسام. وكان كيليجدارأوغلو اعتبر ان الناخبين الذين صوتوا للحزب الحاكم، مصابون ب «أعراض استوكهولم»، مشبهاً هؤلاء برهائن احتجزتهم عصابة حاولت سرقة مصرف في العاصمة السويدية. وطالت محنة الخطف وتوطدت العلاقة بين الرهائن والخاطفين، لدرجة خرج فيها الرهائن للدفاع عن الخاطفين أمام المحكمة!