خرجت أمس دفعة جديدة من الحالات الطبية من الغوطة الشرقية المحاصَرة قرب دمشق، على وقع غارات روسية استهدفت جيباً يسيطر عليه فصيل «فيلق الرحمن» المعارض التابع ل «الجيش السوري الحر». وقتل سبعة مدنيين على الأقل بغارات روسية استهدفت مناطق سيطرة «فيلق الرحمن» في جنوب المنطقة المحاصرة بحسب ما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأدت الغارات كذلك إلى سقوط 12 مقاتلاً من بينهم قياديان بارزان وفق «المرصد»، وذلك بعد قصف لم يهدأ طوال ليل الثلثاء– الأربعاء على مدينة حمورية. وتشن قوات النظام منذ 18 شباط (فبراير) الماضي حملة جوية عنيفة على الغوطة، ترافقت لاحقاً مع هجوم بري تمكنت بموجبه من السيطرة على أكثر من 60 في المئة من مساحة المنطقة المحاصرة ومن فصل المنطقة إلى ثلاثة جيوب. ولليوم الثاني على التوالي، خرجت دفعة ثانية من الحالات الطبية من مدينة دوما، كبرى مدن المنطقة التي يسيطر عليها فصيل «جيش الإسلام»، غداة إجلاء 150 شخصاً أول من أمس. وأتى إجلاء الحالات الطبية بناءً على اتفاق بين «جيش الإسلام»، بعدما دعت الأممالمتحدة إلى إجلاء عاجل لأكثر من ألف شخص بحاجة إلى عناية طبية طارئة ولا يتوافر لهم العلاج في المنطقة المحاصرة. وقال رئيس المكتب السياسي ل «جيش الإسلام» ياسر دلوان إنه «يتم إخراج الحالات الطبية للعلاج. سنتابع هذه العملية حتى إنهاء هذه الحالات وإخراجها للعلاج ثم العودة». وأضاف دلوان: «كلهم مدنيون. هناك حوالى 35 شخصاً مع مرافقيهم». وتجمّع عشرات الأشخاص الذين انتظروا إجلاءهم عند مركز للهلال الأحمر أمس. ومن بين هؤلاء عمران (18 سنة) الذي أصيب بجروح بالغة في قصف على الغوطة قبل عامين، ما تسبب ببتر ساقه وذراعه اليمنى وخسارة عينه اليسرى. وأوردت وكالة أنباء «سانا» الرسمية أن «وحدات من الجيش السوري تؤمن خروج دفعة جديدة من المدنيين المحاصرين من قبل التنظيمات الإرهابية عبر الممر الآمن المؤدي إلى مخيم الوافدين»، فيما عرض التلفزيون صوراً لسيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر السوري وهي تغادر الغوطة وتدخل مناطق سيطرة النظام. وذكرت الوكالة كذلك أن قوات النظام حققت تقدماً عسكرياً على أطراف بلدة جسرين بعد سيطرتها الكاملة على المزارع المحيطة بالبلدة في الغوطة بريف دمشق. وقالت مصادر عسكرية من الغوطة إن الهجوم تركز في محورين، الأول المزارع الواقعة بين بلدة جسرين ومدينة سقبا، والمحور الثاني في المنطقة الفاصلة بين عربين وحمورية. من جانبها، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن الميجر جنرال يوري يفتوشينكو قوله إن 49 شخصاً آخرين غادروا منطقة الغوطة بعد فتح ممر إنساني هناك. وأضاف يفتوشينكو الذي يرأس المركز الروسي للسلام والمصالحة في سورية، أن بذلك يرتفع العدد الإجمالي للنازحين إلى أكثر من 350 شخصاً. في غضون ذلك، أعلن مستشار الشؤون الخارجية في الهلال الأحمر السوري زياد مسلاتي، أن قافلة مساعدات من 25 شاحنة تحمل غذاء وأدوية ستدخل مدينة دوما الخاضعة لسيطرة المعارضة والمحاصرة اليوم (الخميس). وتمكنت قافلة مساعدات تقل غذاء وأدوية من دخول دوما الأسبوع الماضي وسط هجوم مكثف للقوات النظامية وقصف عنيف على المنطقة. وتجدد سقوط قذائف على أماكن سيطرة النظام في ريف دمشق والعاصمة. وأصيب شخصان بجروح بقذائف على مدينة جرمانا، بعد ساعات من استهداف أحياء دمشق مثل باب السلام وباب توما وباب شرقي والدويلعة بقذائف، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».