دعا الرئيس السابق لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال احتياط غابي أشكنازي الحكومة الاسرائيلية الى أخذ زمام المبادرة لاستئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، ما من شأنه أن يَحُول دون مواصلة المشروع الفلسطيني لنيل اعتراف الأممالمتحدة بدولة مستقلة خلال اجتماعها السنوي في أيلول (سبتمبر) المقبل. وأضاف أن الدولة الفلسطينية ستقام حتماً في نهاية المطاف «ولا يمكن منع ذلك»، لكنه نصح بأن يتم الأمر من خلال التنسيق بين الفلسطينيين وإسرائيل، وليس بالصراع بينهما. وأضاف أنه يؤيد إقامة دولة فلسطينية، لكن ليس قبل وضع عدد من الشروط. وكان أشكنازي، الذي خلع بزته العسكرية قبل أربعة أشهر ولم يعلن بعدُ ما إذا كان يعتزم خوض غمار السياسة (القانون يمنعه من ذلك قبل مرور عامين على تركه منصبه السابق)، يتحدث في أمسية تمت في بيت متبرع يهودي كندي في تورونتو، وتطرق فيها إلى «التهديد النووي الإيراني»، فقال إنه ينبغي على إسرائيل «ألاّ تسمح بوجود أي خطر نووي يهددها في الشرق الأوسط». ورداً على سؤال هل الأمر يعني قيام الدولة العبرية بعمل عسكري ضد المنشآت النووية الايرانية لفرملة المشروع، أوضح أشكنازي أنه لم يقل إن الخيار العسكري هو الأفضل في الوقت الحالي، مضيفاً أن «مثل هذه المسألة، أو الخيارات الأخرى الواردة، لا ينبغي أن تكون موضع بحث وسجال علنيين»، وهو ما اعتبره معلقون انتقاداً مبطناً للرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية (موساد) مئير داغان، الذي حذر فيها من عواقب قيام إسرائيل بهجوم عسكري على ايران سيشعل المنطقة. وأردف أشكنازي أن على إسرائيل أن تتعاون مع المجتمع الدولي لتشديد العقوبات الدولية المفروضة على إيران، «وفي الوقت نفسه يجب أن يبقى الخيار العسكري مطروحاً في جدول الأعمال». كما انتقد أشكنازي داغان على تصريحات أخرى قال فيها إنه يخشى ألاّ يكون رؤساء الأذرع الأمنية والعسكرية الجدد (الحاليون) قادرين على لجم رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه ايهود باراك عن القيام بمغامرات عسكرية، وأنه والرئيس السابق لجهاز الامن العام (شاباك) يوفال ديسكين، كبحا جماح قطبي الحكومة من القيام بعمل عسكري ضد ايران. وقال إن لديه الثقة التامة في خَلَفه في قيادة الجيش الجنرال بيني غانز، ورئيس «موساد» الجديد تمير بدرو، ورئيس «شاباك» الجديد يورام كوهين، مضيفاً أن الثلاثة لن يترددوا في التعبير عن مواقفهم أمام قادة المؤسسة السياسية «صراحةً ومن دون أي وجل». وفي تطرقه الى التطورات في عدد من الدول العربية، قال اشكنازي إن الأوضاع ليست مستقرة أبداً، و «إلى الآن لم يحصل تغيير حقيقي لأنظمة الحكم في المنطقة، وإنما استبدال حكام». وتوقع أن يتواصل عدم الاستقرار «لأننا بصدد سيرورة تستغرق وقتاً طويلاً، عاماً أو اثنين، ونحن الآن في فترة من عدم الوضوح وعدم الاستقرار في المنطقة كلها»، مضيفاً أن عدم الاستقرار «يحتم على إسرائيل متابعة التطورات عن كثب، وأن تكون متأهبة لأي طارئ».