أصدر مركز أميركي للأبحاث أمس تقريراً يكشف فيه أن عدد المجموعات الجهادية في العالم ازداد بنسبة أكثر من 50 في المئة في السنوات الثلاث الفائتة، معتبراً أن الحرب في سورية هي المنبع الأساسي اليوم لهذا النمو. وأفاد التقرير الذي يحمل عنوان «تهديد مستمر، تطور القاعدة والسلفيين الجهاديين» والصادر عن معهد «راند» المحافظ الميول، أن «الحرب الأهلية في سورية هي المغذّي الأكبر للأنشطة الجهادية اليوم» وأن عدد المجموعات ازداد بنسبة 50 في المئة من عام 2010 إلى عام 2013، أي قبل سنة من مقتل زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن على أيدي القوات الأميركية في باكستان (أيار/مايو 2011) وقبل بدء الاحتجاجات في سورية (آذار/مارس 2011). ويشير التقرير إلى أن «سورية أضحت المكان الأكبر لنمو (الجماعات الجهادية) وعدد المسلحين»، لافتاً إلى أن الجهاديين في سورية الآن «يشكّلون نصف عدد الجهاديين والمتعاطفين مع القاعدة في العالم». وبحسب نص التقرير يعمل المسلحون في سورية على «توظيف أكبر للموارد في الغرب ومحاولة تنفيذ اعتداءات خارج سورية»، ويعطي مثالاً على ذلك الانتحاري الأميركي الذي نفّذ عملية الأسبوع الفائت ضد مقاتلي النظام، وأيضاً التوقيفات الأخيرة في فرنسا وإسبانيا لمقاتلين أوروبيين تدربوا في سورية، وصولاً إلى عملية إطلاق النار على مركز يهودي في بروكسيل أيضاً الأسبوع الفائت. ويوصي التقرير باعتماد «استراتيجية أقوى في سورية باستهداف هذه المجموعات سراً والعمل مع المجموعات المحلية على الأرض» أي باستراتيجية مشابهة لما حصل مع مجموعات «الصحوات» في العراق والتي أرستها واشنطن في محافظة الأنبار ومن خلال تقوية القبائل لمحاربة التطرف في 2007. وتدرس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) إعادة هذا السيناريو بشكل مصغر في مناطق تواجد «القاعدة» في سورية. وفي الأرقام يشير التقرير إلى أن عدد المجموعات الجهادية عالمياً قفز من 31 إلى 49 مجموعة بين 2010 و2013 وإلى أن عدد الجهاديين يتراوح اليوم بين 45 ألفاً و105 آلاف، في ارتفاع ملحوظ عن عام 2010 حيث تراوحت الأعداد بين 12 ألفاً و47 ألفاً. وفي فيينا (رويترز)، أعلن الادعاء النمسوي اعتقال رجل للاشتباه بتورطه في تحريض مسلمين على انتهاج التطرف وتجنيدهم للقتال في سورية. وقال ناطق باسم مكتب الادعاء العام في غراس، ثاني أكبر مدن النمسا، أن المشتبه به أوقف قبل يومين بعد حملة دهم شملت مقرات تابعة لجمعية التقوى الإسلامية. وقال إنه متهم بنشر التطرف بين الناس وتجنيدهم للقتال في سورية، مشيراً إلى أن أربعة من الذين جنّدهم قُتلوا في سورية بالفعل. وامتنع الناطق عن تقديم تفاصيل عن المشتبه به، لكن مجلة «بروفيل» كتبت أنه إمام من أصل شيشاني يبلغ 41 سنة وأن الذين جنّدهم التحقوا ب «جبهة النصرة»، فرع تنظيم «القاعدة» في سورية. وتشير تقديرات إلى أن نحو 100 نمسوي يقاتلون في سورية ضد قوات الرئيس بشار الأسد، علماً أن المسلمين يشكّلون نحو 6 في المئة من سكان النمسا (أي نحو نصف مليون مسلم). وفي نيسان (أبريل) الماضي اختفت شابتان نمسويتان من أصل بوسني (تبلغان 15 و17 سنة) وظهرتا لاحقاً في زي إسلامي وقالتا إنهما ذهبتا للمشاركة في «الجهاد» في سورية.