فيما بدا رسالة رفض دولي جديدة للتصعيد الأميركي والإسرائيلي بشأن القضية الفلسطينية، لا سيما ملف اللاجئين، تستضيف العاصمة الإيطالية روما الخميس حشداً دولياً للبحث في إنقاذ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا». وكشف الناطق باسم الوكالة سامي مشعشع: إن تسعين دولة، ستشارك في مؤتمر المانحين، الذي سيُعقد برعاية ودعوة السويد والأردن ومصر. وأشار إلى أنه «رغم صعوبة التكهن بنتائج هذا المؤتمر المفصلي، إلا أن التفاؤل مبني على المشاركة الواسعة، وثقل الدول التي دعت إليه». ومن المقرر أن يحضر المؤتمر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والمفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني. وأوضح المستشار الإعلامي ل «أونروا» عدنان أبو حسنة أن المؤتمر «مهماً للغاية» سيُعقد على مستوى وزراء خارجية دول العالم، لمناقشة الأزمة المالية الكبرى التي تعيشها الوكالة، وتهديد وجودها بعد تقليص الدعم الأميركي، محذراً من أن استمرار العجز المالي للمنظمة «سيكون له تداعيات خطيرة وكارثية على الأوضاع الإنسانية والخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين». وتعد واشنطن أكبر مانح ل «أونروا» التي تؤمن المدارس والرعاية الصحية لنحو 5.3 مليون لاجئ في المناطق الفلسطينية والأردن ولبنان وسورية. وقال مدير عمليات الوكالة في غزة ماتياس شمالي: «إذا لم تتمكّن أونروا من سد العجز في موازناتها بحلول أيار (مايو) المقبل، فإن تقديم خدماتها للاجئين ستكون في خطر»، موضحاً أنه «إذا لم تقدم بعض الدول مساهمات جديدة تساعد الوكالة في تقديم الخدمات الأساسية، فإن هذه الخدمات ستكون في خطر». وأكد أن أهمية مؤتمر روما «تكمن في أنه سيكون بحضور دول أعضاء أعطوا تفويضاً للوكالة». ولفت إلى أن العجز الرئيس ليس بنقص التمويل الأميركي فقط، بل أن بعض الدول العربية لم تقدم مساهماتها للوكالة. وأضاف: «حتى هذه اللحظة لم نُغلق أي من مؤسساتنا، ولم نتخذ أي قراراً بذلك»، مشيراً إلى أن الوكالة قادرة على اختتام العام الدراسي الحالي. ورأى إن رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة، وإنجاح المصالحة الفلسطينية يُمكن أن يحدث تغييراً كبيراً في واقع سكان القطاع. ولفت إلى أن «أونروا» اتخذت بعض الإجراءات للاستمرار في تقديم المساعدات الغذائية للاجئين حتى حزيران (يونيو) المقبل، حيث أوقفت أصدار عقود بطالة جديدة العام الجاري، ومنذ كانون الثاني (يناير) الماضي، أوقفت الوكالة تمديد جميع عقود الموظفين لديها، وخصوصاً الذين بلغو (سن التقاعد) 60 عاماً. وكشف شماله أن معظم اللاجئين الفلسطينيين في غزة «يعيشون تحت خطر الفقر»، واصفاً اقتراح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن تشرف مفوضية الأممالمتحدة السامية للاجئين على لاجيء فلسطين ب»الفكرة المجنونة». وأوضح أن «مليون لاجئ فلسطيني من أصل مليون و300 ألف في القطاع يتلقون مساعدات غذائية من اونروا، وان 77 في المئة من لاجيء القطاع يعيشون تحت خط الفقر». وأشار إلى أن «أونروا جمعت العام الماضي 135 مليون دولار لصالح المشاريع الطارئة وتقديم الحصص الغذائية (كوبونات للفقراء)، من بينها 90 مليونا قدمتها الولاياتالمتحدة وحدها، وهذا العام لم تدفع واشنطن شيء من هذه المساعدات». وشدد على أن «تفويضنا لن ينته إلا بوجود حلاً عادلاً لقضية اللاجئين الفلسطينيين»، مشيرا الى أن «هناك شعورا بالقلق لعدم إمكان الاستمرار في تقديم الخدمات، لعدم وجود تمويل، وليس لعدم وجود تفويض»، داعيا الى «رفع الحصار عن قطاع غزة».