أكد المفوض العام ل «وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) فيليبو غراندي أهمية توفير الدعم العربي للوكالة، مشيراً إلى أن الأزمة المالية التي تمر بها الوكالة «ما زالت مستمرة، ولا بد أن يتقدم المانحون الأوروبيون والعرب لسد هذا العجز، خصوصاً أننا لن نقطع خدماتنا أو نقلصها تجاه اللاجئين الفلسطينيين». وقال: «أونروا في حاجة إلى المال لتحسين أدائها وليس لخفض عملياتها في أماكن عملها». ونوّه غراندي في تصريحات عقب لقائه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في القاهرة أمس بالتأييد المستمر ل «أونروا» في عملها، وقال: «الأمين العام للجامعة العربية وعد بمزيد من الدعم والاتصالات لتحسين المساهمة في موازنة الوكالة ومشاريعها، وأكد أيضاً أهمية رفع الحصار عن غزة باعتباره أمراً خطيراً للغاية، والجميع يعمل من أجل رفعه». ورداً على سؤال عن خطة «أونروا» خلال الفترة المقبلة تجاه غزة، قال غراندي إن الوكالة «تعمل في الكثير من المجالات في خدمة اللاجئ الفلسطيني، وتقدم خدماتها في مجالات الصحة والتعليم والحياة عموماً، كما تركز عملها في الضفة الغربيةوغزة وفي القدس وتحاول تحسين أدائها باستمرار وهي في حاجة إلى 50 مليون دولار لتحسين البرامج المقدمة للاجئين». وأضاف أن موسى يولي هذا الموضوع أهمية خاصة، وسيعرضه أمام القمة العربية المقبلة في ليبيا في نهاية آذار (مارس) المقبل. وأوضح أن «أونروا» معنية بتقديم الكثير من الخدمات، من ضمنها التعليم، لافتاً إلى وجود 700 مدرسة للوكالة لتعليم الطلاب الفلسطينيين. وقال: «المشكلة أن العدد يتزايد من اللاجئين، والموازنة لا بد أن ترتفع، ولا بد أن تكون هناك تبرعات ومنح للوكالة حتى تستطيع أن تقوم بدورها». وعما إذا كانت هناك ضغوط إسرائيلية تمارس على «أونروا» وتعطل عملها في قطاع غزة، قال: «من هنا أوجه نداء ومناشدة للجانب الإسرائيلي لتقديم مساعدات لرفع الحواجز والعوائق عن إدخال مواد خصوصاً إلى قطاع غزة»، مضيفاً: «في ما يخص عملية البناء، نجد أن الدول المانحة الأجنبية والعربية رصدت نحو 5 بلايين دولار، وهناك عقبات أمام إدخال المواد الخاصة بالبناء، ونحن لدينا اجتماعات أسبوعية مع إسرائيل، وهناك اجتماعات ناجحة وأخرى غير ناجحة، وباستمرار نضغط لرفع الحصار خصوصاً في القضايا الحياتية وإدخال مواد البناء حتى يعيش الفلسطينيون في وضع معقول». وكان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط استقبل أمس غراندي الذي صرح عقب المقابلة بأن اللقاء «كان مثمراً»، إذ كان من المهم لقاء السلطات المصرية «ليس لأن مصر بلد مهم فقط، ولكن لدورها الإقليمي ووساطتها بين الأطراف كافة في المنطقة». وأوضح أن أبرز الصعوبات التي تواجهها الوكالة في عملها في الأراضي الفلسطينية هو التنقل من غزة واليها، والصعوبات الخاصة باستيراد مواد البناء، مشيراً إلى أنه عرض هذه المشكلات على أبو الغيط وأوضح له المعاناة التي تواجه الناس هناك من سوء مستوى المعيشة في غزة «والتي ستمثل مشكلة كبيرة على المدى الطويل».