أعلنت الحكومة البريطانية أمس أنها مستعدة ل «رد مناسب» على أي دولة يثبت تورطها بتسميم الجاسوس المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا، اللذين ما زالا يرقدان في المستشفى في حال خطرة. وأوردت وسائل إعلام أن الشرطة عثرت على أثر لغاز الأعصاب في مطعم «زيزي» في مدينة سالزبوري، حيث تناولا الطعام، وذلك بعد اجتماع عقدته لجنة الطوارئ الوطنية، المعروفة باسم «كوبرا». وفي السياق ذاته، أعلن الدكتور جيني هاريس من وزارة الصحة العثور على تلوّث محدود في مطعم «زيزي» بعد الهجوم. وحضّت مؤسسات صحية الأشخاص الذين دخلوا المطعم، على غسل ملابسهم وممتلكاتهم احترازياً. وخففت السلطات من خطورة الأمر، لكنها رجّحت أن يُصاب الشخص بردود فعل، ولو بسيطة، مع الاحتكاك المتكرر بأي مواد ملوثة. ونقل تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن وزير الخزانة فيليب هاموند قوله إن «التحقيق جار وسيقود إلى أدلة ويجب أن نمضي حيث تقودنا، وسنرد بطريقة مناسبة على أي دولة يثبت تورطها» بالاعتداء. وقالت وزيرة الداخلية أمبر رود، بعدما رأست اجتماعاً ل «كوبرا»، إن الشرطة حددت أكثر من 200 شاهد، وتفحص أكثر من 240 دليلاً. وأضافت أن سكريبال وابنته «ما زالا في المستشفى في حال حرجة، لكن مستقرة». وزادت أن الضابط نيك بيلي الذي أصيب خلال مشاركته في الردّ على الهجوم، ما زال في حال خطرة أيضاً، لكنه يتكلّم ويتواصل مع عائلته. وتابعت أن أكثر من 250 عنصراً من وحدة مكافحة الإرهاب يشاركون في التحقيق الذي يتم «بسرعة ومهنية». وفي مركز للإسعاف لا يبعد كثيراً من وسط المدينة، لوحظ أن عسكريين، يرتدون سترات رمادية خفيفة وأقنعة واقية من الغاز، يغطون سيارة إسعاف بمشمع أسود، فيما استعان فريق آخر بشاحنة لنقل السيارة. كما لوحظ انتشار لفرق الطب الشرعي في المقبرة حيث دُفنت زوجة سكريبال وابنه. وتوفي نجله ألكسندر في تموز (يوليو) العام الماضي عن 43 سنة بينما كان في سان بطرسبرغ، فيما توفيت زوجته بالسرطان عام 2012 وعمرها 60 سنة. وتتهم وسائل إعلام وساسة موسكو بالتورط بالهجوم، ويضغطون على الحكومة للردّ عليها. واتهم وزير الخارجية بوريس جونسون روسيا بتنفيذ العملية. أما وزير الأمن بن والاس فشدد على أن الحكومة جاهزة للرد، متحدثاً عن «حادث خطر جداً». وأضاف: «أتى أحدهم إلى أراضينا وارتكب باستهتار وصفاقة جريمة سيئة جداً، باستخدام غاز للأعصاب تحظره كل القوانين الدولية وعرّض حياة كثيرين لخطر». إلى ذلك، رجّحت صحيفة «ديلي تلغراف» أن «تعلن رئيسة الوزراء تيريزا ماي عقوبات» اليوم على روسيا، فيما أوردت صحيفة «ذي تايمز» أن مسؤولين بريطانيين يناقشون مع نظرائهم الأميركيين والأوروبيين رداً انتقامياً منسقاً، قد يشمل «تدابير ديبلوماسية واقتصادية وعسكرية»، إذا ثبت ضلوع موسكو في الاعتداء.