لا أحد يستطيع إقناعنا أن الرياضة السعودية لا تمر بمرحلة حرجة جداً على المستويين الفني والإداري، وهذان المستويان لهما ارتباط وثيق في حال التطور أو الإخفاق، سواء في المنتخبات أم الأندية، وأرى أن الجميع يتفق معي أن الهبوط الحاد الذي لازم الرياضة السعودية، خصوصاً كرة القدم، لم يكن إلا نتيجة لغياب التنظيم المثالي للمسابقات وجدولتها، إضافة لضعف اللوائح والأنظمة، وغياب تفسير بنودها بالصورة الحقيقية، ناهيك عن «تخبطات» إدارية في بعض الأندية أدت لحال «الفوضى» بين صفوفها، وانعكس ذلك على مستوياتها الفنية، حتى أصبح الوضع العام يعتمد على «الاجتهاد» فقط، وتبدلت آمالنا من رؤية عمل احترافي في الأندية وفي الاتحاد السعودي لكرة القدم، إلى حال «الاجتهاد» وأحياناً «الفزعة» ما ينافي مقومات الاحترافية في العمل الإداري والفني. هذا الوضع غير اللائق بمسيرة الكرة السعودية وللأسف أنه وصل لذروته مع قدوم الأمير نواف بن فيصل لكرسي الرئاسة يدعوني للتفاول أكثر بأن عملية «الغربلة» التي أنادي ومعي الكثيرون فيها لجميع اللجان قرب موعدها، وأن الاعتماد على مستشارين ذوي خبرة عريضة من الكوادر الأجنبية لكل اللجان في الاتحاد السعودي لكرة القدم أحد الحلول الرئيسية، التي لا غنى عنها، بل حان وقت البحث والتقصي عن أبرز الخبرات للتعاقد معها لفترة محددة، من أجل ضمان ترسيخ العملية التنظيمية لكل لجنة، وضمان عدم تكرار ما يحدث من «تناقض» و «تكاسل» في عمل اللجان، وضمان تهيئة كوادر شابة للعمل بشكل احترافي داخل اللجان، نضمن بنسبة كبيرة مع تواجدهم صحة القرارات والعقوبات التي تصدر وفق لوائح وأنظمة محددة، تواجد العمل الاحترافي داخل اللجان أرى أنه سبب رئيسي سيجعلنا نستغني عن القرارات التي تمرر عن طريق الهاتف، وسيجعلنا أكثر أريحية، وأعذار عدم وجود مقعد مؤكد إلى رحلات الرياض قد تلاشت بصورة كبيرة. الحديث عن الأمنيات بسرعة تعديل الوضعية «المتردية» داخل اللجان سهل وسهل جداً، إلا أن الثقة في نهج ورؤية الأمير نواف المستقبلية، يجعلنا ننتظر أولى الخطوات، التي تخفف حال «الفوضى» و «الاحتجاج» التي لازمت الكرة السعودية مع نهاية الموسم الرياضي للأسف في العديد من القضايا، ولعل وصول بعض القضايا لما أبعد من لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم، وتكرار حال «الاستئناس» مع كل قضية، يحتم إيجاد حلول سريعة المدى وحلول بعيدة ومستقبلية، فالكرة السعودية أرى أنها لا تحتمل أكثر مما تحتمل في الآونة الأخيرة، وحان وقت القرارات التاريخية التي تسهم في العملية التنظيمية أولاً وأخيراً. [email protected]