يتحدث الشارع الرياضي السعودي كثيراً هذه الأيام عن مستقبل الرياضة بلغة «التفاؤل الحذر»، عقب تولي الأمير نواف بن فيصل زمام الأمور خلفاً للأمير سلطان بن فهد، ويعتبرون ما حدث من قرارات بمثابة «الخيرة»، لعل وعسى أن تنقذ الرياضة السعودية من الانهيار، الذي أصابها في السنوات الأخيرة وعلى الأصعدة كافة، فليست كرة القدم وحدها المقياس الحقيقي على الانهيار، بل تظل إحدى الألعاب التي عانت كثيراً من فكر لم يقدم ولم يطوّر، حتى لمسنا هذا التراجع، من خلال الأندية السعودية، وتبعتها المنتخبات السعودية بصورة محزنة ومحبطة، حتى وصلت الحال بالمنتخب الأول إلى الخروج من نهائيات كأس آسيا في الدوحة «بكارثة» من الصعب على الجمهور السعودي نسيانها، وهو يشاهد بأم عينه قمصان المنتخب وهي تخلو من الروح القتالية والحماسة، وهما الميزتان اللتان «ياما تغنى بهما، وياما رجحتا كفته في العديد من المنافسات الرياضية». الصورة السيئة التي ظهر عليها المنتخب الأول لكرة القدم وهو ينعم بأكبر الموازنات، تعكس حال بقية الألعاب الأخرى، وتعكس حال السوء التي تدار بها العديد من الاتحادات والكثير من اللجان، وحان الوقت مع هذا التغيير الكبير أن يتم دعم العديد من الاتحاد واللجان بفكر شاب، لنتخلص بشكل تدريجي وسريع من أصحاب الفكر «القديم»، الذي عطلنا كثيراً، وبسببه تراجعنا للخلف، في الوقت الذي نشاهد بعض دول الجوار تسابق الزمن، من أجل التطوير والنهوض بقوة لملاحقة أصحاب التميز والتطور. التراجع المخيف للرياضة السعودية يتحمّله الجميع من دون استثناء، ولن يكون من يقف خلف الستار في أمان، معتقداً أنه بعيد عن تحمل مسؤولية قرارات، وتوصيات كان «متشبثاً» بها بصورة غريبة، إلى أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه، وعلى المستوى الشخصي لن أكون متفائلاً إلا بقرارات قوية، أرى فيها تغييراً جذرياً للعديد من المناصب والمسؤوليات، فملامسة الجذور هي الأساس، وليس ملامسة القشور كما كنا نتفنن في الماضي، فتغيير مدرب وتغيير إداري أو حتى لاعب لا أعتبره العلاج الفعال لمرحلة «خطرة» تعيشها الرياضة السعودية. بالمختصر أين كان دور المستشار الفني ناصر الجوهر في إعداد المنتخب السعودي قبل المشاركة في دورة الخليج الماضية وفي نهائيات كأس آسيا الحالية في الدوحة، وهو ينتقد إعداد المنتخب مع خسارتي الأردن وكارثة اليابان؟ إذاً هل نعتبر هذا من ضمن «التهميش» الذي طاول رأي المستشار الفني في الاتحاد السعودي لكرة القدم في الفترة الماضية؟ [email protected]
