كالعادة بدأ بعض رجال الأعمال، وللأسف بعض سيداته في العزف على نغمة مللناها، وأصبحت تخرج من اسطوانة «مشروخة» جعلت موسيقاهم نشازاً، ولم تعد مقبولة على كل المستويات الوطنية والشعبية.الحديث بدأ عن عدم وجود سعوديات كافيات «مؤهلات» لبيع الملابس الداخلية، والنسائية، ولمن ضحك منكم الآن أتمنى منه أن يشرح بقية ما لا أستطيع قوله في صحيفة راقية محترمة. الزميلة البندري سعود تعد موضوعاً عن تأنيث محال النساء للنشر في «إيلاف»، وربما يكون نُشر، وهي سألتني في أحد محاورها عن شكوى التجار من عدم وجود سعوديات كافيات مؤهلات لشغل الوظائف، وقرأت في غير صحيفة مثل هذه التلميحات، وأقول مستعيناً بالله ثم بوطن، ثم بمواطناته: من لم يجد فليقفل محله أو يعرضه للبيع. الحق أن التجار لم يقوموا بالإعلانات التي توحي بوجود فرص عمل في محال بيع الملابس النسائية وتؤكد جديتهم في البحث عن سعوديات، لم أرَ شخصياً إعلانات بالحجم الذي يمكن معه الوصول إلى النتيجة التي بدأوا «يطنطنون» عليها في الصحف. الإعلانات التي رأيناها، والتي سنرى، هل هي مجرد أمر روتيني وبمميزات لا يمكن أن تقبل بها مواطنة؟ هل سيعرضون فرص عمل بجدية يوحي بها الراتب وبدل السكن والتأمين الطبي؟ هل سيقدمون لهن مواصلات تساعدهن في الذهاب إلى عملهن؟ لاحظوا الشركات الكبيرة تقدم للعاملين فيها من الذكور الأجانب السكن والرعاية الصحية ووسيلة النقل التي تنقلهم وتوزعهم على الفروع. أشك في أن أحداً قدم عرضاً في الصحف يعرض مواصلات وراتباً جيداً وليس راتباً لسد الذرائع أمام الجهات الحكومية، فهناك مئات السيدات والشابات السعوديات الراغبات في العمل في محال بيع الملابس النسائية. لنتحدث بصراحة، هناك أسماء مجموعات سعودية كبيرة في مجالات الملابس وخلافها، لديها ماركات، وامتيازات تجارية عالمية، وهؤلاء لأن لهم أسماءهم المعروفة وحجمهم الكبير وفروعهم المنتشرة في معظم المدن، سيكونون الموظِف الحقيقي للسعوديات، لأنهم ببساطة كانوا موظفين حقيقيين للسعوديين، أو بعضهم على الأقل. في المقابل هناك محال للملابس الداخلية النسائية يملكها ويديرها أجانب متستَّر عليهم من سعوديين أتمنى ألا يجدوا بائعات وأن يضطروا إلى بيع محالهم وأن تقوم مجموعة من السيدات بشراء هذه المحال منفردات أو مجتمعات ومن ثم تشغيلها لحسابهن، وتوظيف من يساعدنهن. يجب على الشابة السعودية شريكة أو مستثمرة أو عاملة أن يكون لديها فكر الشراكة والأرباح الذي يخلق لديها طموح التوسع لتصبح من سيدات الأعمال. لعل السعوديات يحققن ما عجز عنه السعوديون من امتلاك وتشغيل المحال الصغيرة بأيديهن، وليس بيد الشقيق والصديق، إن إيجاد وتطبيق واحترام هذه المهن ليس فقط إصلاح اقتصادي وأخلاقي، إنه أيضاً إصلاح اجتماعي عميق لمن أراد أن ينظر إلى الصورة من دون إطارها «الطفروي»، ومن دون «مسمارها» المسمى الخصوصية السعودية. [email protected]