دمشق، عمان، نيقوسيا -»الحياة»، أ ف ب، رويترز - في تظاهرات حاشدة شارك فيها مئات الآلاف بحسب ناشطين سوريين، شملت حمص وحماة ودير الزور وبانياس ودرعا ودوما القامشلي والرستن واللاذقية ومناطق أخرى، قتل 16 متظاهراً وجرح آخرون عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق التظاهرات. ويأتي ذلك فيما يستعد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لدعوة سورية الى السماح بدخول مراقبين أجانب وفرق إغاثة ووسائل الإعلام للوقوف على الأحداث الجارية هناك. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» إن «قتل 4 أشخاص في حمص (وسط) وشخص في دير الزور (شرق) عندما أطلق رجال الأمن النار على متظاهرين». وذكر ناشطون آخرون أن «هناك عدداً من الجرحى بينهم خمسة في حالة خطرة». وأضاف الناشطون أن «شخصين قتلا في داعل (ريف درعا، جنوب البلاد) كما قتل شخص في دوما (بريف دمشق) اثر إطلاق رجال الأمن النار عليهم خلال مشاركتهم في التظاهرات». كما ذكر رئيس المرصد أن رجال الأمن استخدموا الرصاص لتفريق تظاهرتين في مدينة بانياس الساحلية (غرب) ما أدى الى «إصابات» بين المتظاهرين، بينما سجلت تظاهرات في عدد من المدن السورية. وأضاف عبد الرحمن أن «رجال الأمن لاحقوا المتظاهرين في إحدى التظاهرتين بعد تفريقها الى داخل الأحياء الجنوبية في حين توجهت التظاهرة الثانية الى خارج بانياس باتجاه جسر المرقب». وذكر ناشط حقوقي أن «حماة (وسط) وحمص (وسط) خرجتا عن بكرة أبيهما»، مشيراً الى «خروج نحو 100 ألف متظاهر في حمص وعشرات الآلاف في حماة». كما فرقت قوات الأمن «مئات المتظاهرين بالهراوات في السويداء» (جنوب) التي يغلب سكانها الدروز، بحسب ناشط آخر. ولفت رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان الى أن «تظاهرة انطلقت في سراقب على رغم الحصار الذي فرضه الجيش عليها حيث خرج نحو ألفي شخص»، مشيراً الى أن المدينة «محاصرة بعشرات الدبابات وناقلات الجنود». وأشار عبد الرحمن الى أن «تظاهرات جرت في داعل (ريف درعا جنوب البلاد) وجبلة (غرب) والرستن (وسط) والقصير (وسط) والشيخ مسكين (ريف درعا) ومعرة النعمان (غرب) وتلبيسة (وسط) وفي حي الرملة في اللاذقية (غرب) كما في دير الزور والميادين (شرق)». وأضاف رئيس المرصد: «تظاهر المئات في ريف دمشق كما في سقبا وجسرين وكفر بطنا وحمورية». وأشار الى أن «المتظاهرين كانوا يطلقون شعارات تدعو الى التضامن مع المدن المحاصرة وشعارات مناهضة للنظام». وذكر الناشط الحقوقي عبد الله الخليل أن «نحو 2500 شخص خرجوا للتظاهر في مدينة الطبقة المجاورة لمدينة الرقة (شمال) من جامع الحمزة باتجاه الشارع الرئيسي الى الدوار». وأكد أن «قوات الأمن لم تتعرض للمتظاهرين»، مشيراً الى «وجود أمني كثيف أمام الجوامع في مدينة الرقة». وذكر الناشط الحقوقي حسن برو أن «أكثر من ثلاثة آلاف شخص خرجوا للتظاهر في عامودا (شمال) من أمام الجامع الكبير مطالبين بالحرية والديموقراطية»، لافتاً الى أن المتظاهرين «رفعوا لافتات تطالب بالاعتراف الدستوري للشعب الكردي بالإضافة الى رفض الحوار مع الدبابات». وأشار الى أن «قوات الأمن لم تتدخل لفض التظاهرة واكتفت بمراقبتها». وأضاف أن «أربعة آلاف شخص تظاهروا في القامشلي (شمال غرب) انطلاقاً من جامع قاسمو مطالبين بإسقاط النظام والحرية والديموقراطية والوحدة الوطنية»، مشيراً الى أنها «انتهت بسلام». وأشار برو الى أن القيادي في حزب يكيتي المحظور حسن صالح ألقى كلمة في نهاية التظاهرة شكر فيها المتظاهرين وأكد أن «التغيير لا بد منه وان الحوار هو السبيل الوحيد الذي يخرج سورية من الأزمة». ودعا السلطات السورية الى «السماح للإعلام المستقل بالدخول والوقوف على الأحداث». وذكر برو أنه «قامت تظاهرة في رأس العين (80 كلم شمال الحسكة، شمال شرقي) شارك فيها 1500 شخص»، مشيراً الى «أن ما ميز هذه التظاهرة كانت مشاركة العرب والشيشان الى جانب الأكراد». واعتبر «أن ذلك إن دل على شيء فإنه يعبر عن أن لا طائفية في سورية بل إن النسيج السوري موحد بطوائفه واتنياته». وأشار رئيس اللجنة الكردية لحقوق الإنسان رديف مصطفى الى أن «الجديد في تظاهرة القامشلي هو مشاركة رجال من عشيرتي طي وشمر بالإضافة الى لجنة وحدة الشيوعيين». وأضاف أن «الشباب الذين يدعون الى التظاهر أصبح لهم شركاء من لجنة التنسيق الكردية التي تضم حزب ازادي وحزب يكيتي وتيار المستقبل الكردي». وذكر رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي أن «قوات الأمن فرقت الجمعة نحو 1500 متظاهر في حي الميدان وسط دمشق مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات». وأضاف: «كما انطلقت تظاهرات في ريف دمشق كما في الحجر الأسود وجوبر والكسوة والزبداني والمعضمية وجديدة عرطوز وقارة». وأشار الى «أن تظاهرات تم تفريقها بالقوة أيضاً في حي سيف الدولة وحي صلاح الدين الواقعين في حلب (شمال)». وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «أحد عناصر الأمن استشهد وأصيب أكثر من عشرين برصاص مسلحين في حمص». وأضافت أن «ضابطين وأربعة عناصر أصيبوا في هجوم لمسلحين على إدارة التجنيد ورحبة قيادة المنطقة في دير الزور»، مشيرة الى أن «ثلاثة من عناصر الشرطة أصيبوا بإطلاق نار من قبل مسلحين في حي القابون» الواقع في العاصمة السورية. كما أعلنت الوكالة عن «إصابة عدد من عناصر الشرطة برصاص مسلحين في حي الحشيش بحمص»، مشيرة الى وجود «مخربين يقطعون الطريق ويحرقون الإطارات في حي القرابيص في المدينة ومخربين آخرين يعتدون على سيارات الأهالي في حي الخالدية». وقالت الوكالة إن «مسلحين يهاجمون رحبة قيادة المنطقة في دير الزور». وأشارت الى قيام «تجمعات محدودة عقب صلاة الجمعة فى الميدان والقابون والقدم وأخرى في ريف دمشق»، لافتة الى «تفرق معظم التجمعات في حمص وريف دمشق من دون احتكاكات». ولفتت الوكالة الى «تجمع في مدينة حماة (وسط) أمام ساحة العاصي... وتجمعات متفاوتة العدد في مناطق متفرقة في دير الزور (شرق) تهتف بهتافات مختلفة». كما أشارت الى قيام «مسيرة في حي المحطة بدرعا تحيى وقفة الجيش وتندد بالقنوات المغرضة». وكان ناشطون دعوا الى التظاهر في «جمعة الشيخ صالح العلي» قائد الثورة السورية الأولى للمطالبة بالحرية مما أثار حفيظة أحفاده. واصدر أحفاد القائد بياناً بثته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) استنكروا فيه «تسمية يوم الجمعة من قبل ما يسمى بالثورة السورية بجمعة الشيخ «صالح العلي»، معتبرين هذه التسمية «استباحة لرموز الوطن». وأضافت الوكالة في مكان آخر أن أهالي منطقة الشيخ بدر في محافظة طرطوس التي يتحدر منها صالح العلي «استنكرت استغلال رموز النضال والاستقلال بهدف النيل من سورية والتحريض على قتل أبنائها». يأتي ذلك فيما قالت مصادر ديبلوماسية إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيدعون الاثنين في اجتماع في لوكسمبورغ سورية الى السماح بدخول مراقبين أجانب وفرق إغاثة ووسائل الإعلام. وأكد ديبلوماسي انه «ستتم دعوة الحكومة السورية الى وضع حد للعنف وفتح البلاد أمام مراقبين دوليين».