توقعت مصادر رسمية لبنانية أن يزور الرئيس اللبناني ميشال سليمان دمشق قريباً للقاء نظيره السوري بشار الأسد، ورجحت أن تتم الزيارة بعد إقرار بيان الحكومة الوزاري ونيلها ثقة المجلس النيابي. وأكدت المصادر ل «الحياة» أن الرئيس الأسد كان وجه دعوة رسمية للرئيس سليمان الى زيارة دمشق خلال آخر اتصال هاتفي بينهما الاثنين الماضي لتهنئته بتشكيل الحكومة الجديدة، وأوضحت أن الزيارة ستكون مناسبة للتضامن مع سورية ودعم استقرارها. وكانت اللجنة الوزارية المكلفة صوغ البيان الوزاري اجتمعت أمس برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي دخل السراي الحكومية أمس والتقى كبار موظفي رئاسة الحكومة، فيما واصلت قيادات قوى 14 آذار هجومها على الحكومة، ولوّح بعض النواب بأن المعارضة «ستلجأ الى الشارع إذا تخطت الحكومة الدستور، ولمواجهة الانقلاب»، فيما رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أنها حكومة عزل لبنان. وكرر ميقاتي عند دخوله السراي أن «الحكومة ستعمل بلا كيدية وانتقام، وأولوياتنا الاهتمام بشؤون الناس». وقال إن «التحديات كثيرة وعلينا القيام بواجبنا كي يشعر اللبنانيون بأن الدولة موجودة وهذا الحافز الأكيد لدينا لإنجاز الحكومة لأنني شعرت بأن هناك خطة لضرب المؤسسات الدستورية». ورأى رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق أن «اللبنانيين أنقذوا لبنان من التعطيل عبر الحكومة وأميركا في حال غضب وأتباعها في لبنان في صدمة». وعلمت «الحياة» أن الاجتماع الأول للجنة صوغ البيان الوزاري برئاسة ميقاتي خصص لوضع التصميم العام للبيان على أن يكون مقتضباً وأن لا تكثر الحكومة من الوعود الفضفاضة التي لا تأخذ في الاعتبار الإمكانات المادية لتحقيقها. وقال مصدر وزاري ل «الحياة» إن اللجنة، رئيساً وأعضاء، أجمعت على تجنب اللغة الخشبية والابتعاد عن الإنشائية وأن تكون روحيته، بناء لاقتراح الوزير أبو فاعور، تصالحية مع الداخل والخارج وعدم الانجرار الى أي شكل من أشكال الاشتباك السياسي. وأكد المصدر أن ميقاتي طلب من جميع الوزراء الإسراع في إعداد تصور أولي لخطة العمل في وزاراتهم ليصار الى ضمها للبيان الوزاري. وقال إن الاجتماع عرض أبرز عناوين البيان الوزاري من دون التطرق الى مضامينها، على قاعدة المختصر المفيد والمعبر عن توجهات الحكومة للمرحلة الراهنة. ولفت الى أن النقاش العام في عناوين البيان الوزاري استدعى التطرق الى موقف لبنان من القرارات الدولية واحترامها من دون الاستفاضة في التفاصيل أو في كيفية التعامل معها. وأشار المصدر نفسه الى أن تناول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لم يتم بصفتها عنواناً مستقلاً، بل في العموميات، في سياق الحديث عن القرارات الدولية. وقال المصدر الوزاري إن الاجتماع الثاني للجنة الثلثاء المقبل سيناقش أول مسودة للبيان الوزاري، اتفق على أن يعدها فريق العمل التابع لرئيس الحكومة. وإذ واصل عدد من الوزراء تسلم وزاراتهم من أسلافهم، قال وزير الصحة السابق محمد جواد خليفة أثناء تسليمه الحقيبة لخلفه علي حسن خليل، رداً على سؤال حول ما إذا كان استبعاده جاء نتيجة ما نسب إليه في وثائق «ويكيليكس» من كلام قاله عن «حزب الله» إن «من خلال خطنا السياسي ندفع أثماناً لحماية المقاومة ولبنان في شكل عام». وقال خليفة: «أطلب من رئيسي الجمهورية والحكومة إثارة الموضوع ونشره بكامله من دون أي تجزئة من قبل ضباط مخابرات يعملون على شطب ما يريدونه من أول السطر ومن آخر السطر». وقال: «مارست وطنيتي ومقاومتي أباً عن جد». من جهة ثانية، قالت مصادر مقربة من النائب المستقيل من الحكومة طلال أرسلان إن اتصالات معالجة هذا الموضوع بإيجابية عبر توزير عضو الحزب الذي يرأسه أرسلان مروان خير الدين تتجه الى إيجاد حل قريب للموضوع عبر إسناد وزارة دولة لخير الدين تخصص بملف معيّن.