عقدت هيئة تنظيم الاتصالات البحرينية وشركة كاسبرسكي لاب مؤتمراً صحافياً، بمناسبة البدء في جولات توعوية بهدف زيادة الوعي بالتهديدات والأخطار التي تتربّص بالأطفال على شبكة الإنترنت، وأفضل السبل الكفيلة بالتصدي لها، في مختلف مدارس المملكة، فضلاً عن قواعد السلوك العامة عبر شبكة الإنترنت، وتشمل الأخطار الرئيسة التي تهدّد الأطفال عبر الإنترنت وتتعيّن مواجهتها، ومنها التنمّر، ومشاركة المعلومات الشخصية مع الغرباء، وستستمر هذه الجولات حتى 13 من الشهر الجاري، وتشمل الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 7 و 13 سنة. وتمثّل هذه التهديدات خطراً حقيقياً على الطلبة في البحرين وفي العالم، فوفقاً لدراسة مسحية أجرتها هيئة تنظيم الاتصالات، فإن نحو 38 في المئة من الشباب في البحرين واجهوا التنمّر عبر الإنترنت، الذي يمثل أكبر تهديد إلكتروني للشباب في المنطقة. أما ثاني أكثر المشكلات إثارة للقلق، فتتمثل بالخطر المرتبط بلقاء الغرباء عبر الإنترنت، الذي انخفض بصورة ملحوظة، إلا أن ما يثير القلق هو أن 16 في المئة من المشاركين في الدراسة من الأطفال ما زالوا يلتقون بالغرباء عبر الإنترنت. وأوضح المستشار الأول لتطوير شؤون المستهلك بالهيئة الشيخ عبدالله بن حمود آل خليفة في حديث ل«الحياة»: «من الضروري جداً ولاسيما في هذا الوقت، تثقيف الأطفال بالسلامة على الإنترنت، والمخاطر التي قد يواجهونها عند استخدام شبكة الإنترنت، ذلك لأن أسلوب حياتنا المعتمد كثيراً على التواصل مع الآخرين أفسح المجال أمام بعض المخاطر لتشكل تهديداً لمجتمعنا، ويسرنا التعاون مع «كاسبرسكي لاب» لتنظيم جولات (أطفال آمنون) للأمن الإلكتروني في المدارس في البحرين». وأضاف: «إن التهديدات التي تتربص بالأطفال عبر الإنترنت، ولاسيما التنمر الإلكتروني، تترك مضاعفات خطرة وبعيدة المدى يمكن أن تؤثر في الأداء الأكاديمي لأطفالنا وفي سلامتهم العامة، ولمّا كان الأطفال هم مستقبل مجتمعنا، فإن من مسؤولياتنا تزويدهم بالأدوات والمعلومات اللازمة لبقائهم آمنين في العالم الرقمي». وأشار المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وجنوب أفريقيا لدى «كاسبرسكي لاب» أمير كنعان، أن «سلامة الأطفال تمثل إحدى أهم الأولويات لدى كاسبرسكي لاب بوصفها شركة تُعنى بالأمن الإلكتروني، ونحن نثمن الدعم الذي تحظى به مبادرة كاسبرسكي لاب من هيئة تنظيم الاتصالات في البحرين، ذلك لأن سلامة جميع الأسر تظل من أهمّ الأولويات، ونحن لن نتمكّن من جعل إنترنت المستقبل أكثر أماناً إلا بغرس المبادئ الأساسية للسلوك الآمن على الإنترنت لدى أطفال اليوم، وهو ما يُعتبر أحد أهدافنا الرئيسة التي يكاد يكون من المستحيل تحقيقها من دون دعم من الحكومات والمؤسسات العامة، لذلك فنحن ممتنّون للهيئة على دعمها مبادرتنا». وتتماشى النتائج التي وصلت إليها «كاسبرسكي لاب» مع النتائج التي ظهرت في الدراسة المسحية لهيئة تنظيم الاتصالات، إذ تُظهر البيانات الواردة من KSN (Kaspersky Security Network) أن 81 في المئة من الأطفال في البحرين يُمضون وقتاً طويلاً في التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، ويشمل ذلك استخدام الشبكات الاجتماعية ومختلف تطبيقات التراسل، ما يجعلهم عُرضة لجميع التهديدات المرتبطة بهذه الخدمات، ويخشى نحو ثلث أولياء الأمور 32 في المئة، الذين جرت مقابلتهم في الاستطلاع، عالمياً، أن يكون أطفالهم معرضين لخطر الوقوع ضحايا للتنمّر عبر الإنترنت، كذلك تخشى النسبة نفسها من المستطلعة آراؤهم من الأخطار التي يمكن أن تتربّص بأطفالهم عند التعامل مع الغرباء، وفي الوقت نفسه، يدرك 7 في المئة من المشاركين في الدراسة حدوث حالاتٍ عانى فيها أطفالهم من التنمّر عبر الإنترنت أو تواصلوا فيها مع غرباء مشبوهين، ويشير التناقض بين المعدل الحقيقي للتنمر عبر الإنترنت ونسبة الحالات التي تصبح معروفة لأولياء الأمور، إلى أن هذا التهديد والتهديدات الأخرى يمكن أن تكون أعظم مما قد يبدو للوهلة الأولى، وتوصي النتائج بألا يتخذ الأطفال أصدقاء على الشبكات الاجتماعية سوى من الذين يعرفونهم شخصياً، وذلك لمساعدتهم على تجنّب التهديدات التي تنطوي عليها تلك الشبكات، وحتى عندما يكون الأمر كذلك، فإن على الأطفال الامتناع عن نشر الكثير من المعلومات الشخصية على الإنترنت، إذ يمكن أن تُستخدم هذه المعلومات من مجرمي الإنترنت إذا ما استطاعوا قرصنة أحد الحسابات التابعة لهؤلاء الأصدقاء، كذلك تم تحديد علامات تحذيرية عدة من شأنها أن تساعد أولياء الأمور على معرفة ما إذا كان أطفالهم يواجهون مشكلات على وسائل التواصل الاجتماعي، وتشمل هذه العلامات التغيرات المفاجئة في المزاج من دون سبب واضح، وتغيير نمط استخدام الأجهزة والشبكات الاجتماعية، يبدأ الطفل مثلاً في الاستيقاظ ليلاً للدخول إلى الإنترنت، وحصول زيادة أو نقص حادّين في عدد الأصدقاء على الشبكات الاجتماعية، وظهور أصدقاء بفارق كبير في السن بين الطفل وبينهم، وظهور صور ورسائل مسيئة على صفحات الطفل الاجتماعية، إضافة إلى حذف الطفل صفحته على الشبكات الاجتماعية. وفي هذا السياق، صرحت خبيرة سلامة الأطفال على الإنترنت لدى «كاسبرسكي لاب» ماريا نامستنيكوفا في حديث ل«الحياة»، بأن «التواصل عبر الإنترنت قد يبدو بيئة آمنة للوهلة الأولى، نظراً للحفاظ على مسافة معينة بين الجانبين، إلا أن وصول هذه البيئة الآن إلى هذا الحجم الكبير والتنوع الواسع، يجعل أخطارها تكاد تكون متطابقة مع أخطار العالم الواقعي، إذ إنه لا يتضح تماماً في بعض الأحيان أي العالَمين هو الواقعي، فقد انتقلت بعض هذه التهديدات من واقع الحياة إلى الإنترنت، ما يجعل التغلب عليها تماماً أمراً غير ممكن، ومع ذلك، فبالإمكان أن نعلّم أطفالنا الطريقة المثلى للتصدي لهذه التهديدات، وذلك عبر توعيتهم في المقام الأول، ولاسيما في المدارس، التي تُعدّ أفضل بيئة للتثقيف والتعليم، ومع ذلك، لا بدّ من الإشارة إلى أن كثيراً من التهديدات على الإنترنت يمكن تحييدها باللجوء إلى حلول أمنية متخصصة».