أعلنت تركيا عقد قمّة ثلاثية مع روسياوإيران في نيسان (أبريل) المقبل للبحث في تطورات الشأن السوري، فيما يستعدّ وزراء خارجية الدول الثلاث لإجراء محادثات في كازخستان في 16 الجاري، في إطار عملية «آستانة» لمناقشة «أعمالها المستقبلية المشتركة». وأشارت وزارة خارجية كازخستان في بيان أمس، إلى أن الاجتماع سيجري بغياب مراقبين أو أطراف سورية. وجاء في البيان أن «وفق المعلومات التي نشرتها الدول الراعية لعملية آستانة في سورية، يعتزم وزراء خارجية روسياوتركياوإيران عقد لقاء في عاصمة كازاخستان في 16 آذار (مارس)»، مضيفاً أن اللقاء «مقرر من دون حضور مراقبين أو أطراف سوريين». وتابعت الوزارة: «وفق معلومات وزارة الخارجية الروسية ستتم دعوة ممثل الأممالمتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا». ولفتت إلى أن الوزراء الثلاثة يعتزمون خلال الاجتماع تحليل «نتائج العام الأول من التعاون بهدف حل النزاع في سورية». وترعى الدول الثلاث منذ كانون الثاني (يناير) عام 2017 محادثات في آستانة بين الحكومة السورية وفصائل معارضة، وتم التوصل في أيار (مايو) الماضي، إلى اتفاق لخفض التوتر يسري حالياً في أربع مناطق سورية. وعُقد اللقاء الأخير بين هذه الدول الثلاث يومي 21 و22 كانون الأول (ديسمبر) عام 2017 في آستانة، من دون تحقيق تقدم ملموس نحو حل النزاع الذي أوقع اكثر من 340 ألف قتيل منذ العام 2011. وفي متابعة للتنسيق في الشأن السوري، تعقد روسياوتركياوإيران قمة في نيسان (أبريل) المقبل، لبحث الوضع و»الخطوات المحتملة في المنطقة»، وفق ما أعلن حامي أقصوي الناطق باسم وزارة الخارجية التركية. وقال في مؤتمر صحافي في أنقرة أمس، إن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو سيزور روسيا من 12 وصولاً إلى 14 الجاري، على أن يلتقي بعد ذلك بأيام نظيره الأميركي ريكس تيلرسون. وأوضح أقصوي أن الجانب التركي سيبلغ نظيره الأميركي خلال هذه الاجتماعات أنه «يتوقع من واشنطن اتخاذ خطوات ملموسة لاستعادة الأسلحة» التي زودت بها «وحدات حماية الشعب» الكردية في سورية. مخيمات في إدلب (عنوان فرعي) إلى ذلك، أعلن أقصوي أن بلاده بدأت الاستعدادات لبناء مخيمات يمكنها استيعاب ما يقارب 170 ألف نازح في شمال سورية، موضحاً أن العمل يجري بالتنسيق مع «الهلال الأحمر التركي» و»وكالة إدارة حالات الطوارئ». وستُبنى هذه المخيمات في المنطقة الخاضعة لسيطرة تركيا وفصائل «الجيش السوري الحر» المؤيدة لها في شمال البلاد. وتعمل تركيا على إقامة نقاط مراقبة عسكرية في إدلب ضمن اتفاق «خفض التوتر» الذي تمّ التوصل إليه مع إيرانوروسيا حليفي النظام السوري. وبمقتضى الاتفاق تعتزم تركيا إقامة 12 نقطة مراقبة في إدلب والمناطق المجاورة. ووفق الجيش التركي، فإنه أقام حتى الساعة ست نقاط مراقبة في المنطقة، على رغم أن الاتفاق انهار في شكل كبير في كانون الأول (ديسمبر) عندما شنت القوات النظامية السورية مع جماعات مدعومة من إيران وقوة جوية روسية كبيرة، هجوماً كبيراً لاستعادة أراض في إدلب والمناطق المحيطة.