اتفقت كل من روسيا وايران وتركيا اليوم (الجمعة) على مراقبة منطقة رابعة لخفض التوتر ستقام في محافظة إدلب، كجزءٍ من خطة تقودها موسكو لحلحلة النزاع المستمر منذ ست سنوات. وذكر بيان مشترك بعد يومين من المحادثات في كازاخستان أن القوى الثلاث أعلنت اتفاقها على «تخصيص» قوات تابعة إليها لمراقبة المنطقة التي تشمل محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، إضافة إلى أجزاء من مناطق اللاذقية وحماه وحلب. وأفاد البيان المشترك أنه سيتم نشر القوات بناء على خرائط تم الاتفاق عليها في وقت سابق من الشهر الجاري في أنقرة، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل في شأن مواقعها بالتحديد. لكن المفاوض الروسي ألكسندر لافرنتييف قال إن الدول الثلاث سترسل كل منها حوالى 500 مراقب إلى إدلب، وإن المراقبين الروس سيكونون من الشرطة العسكرية. وأضاف للصحافيين إن المناطق التي سينتشر فيها المراقبون لم تتحدد بعد. وسيقام مركز تنسيق روسي - تركي - إيراني يهدف إلى «تنسيق أنشطة قوات خفض التوتر». من جهتها، قالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن «المراقبون من الدول الثلاث سينتشرون في نقاط تفتيش ومراقبة في المناطق الآمنة التي تشكل حدود منطقة عدم التصعيد»، وأضاف البيان أن «مهمة المراقبين الرئيسة هي منع وقوع اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة أو أي انتهاك للهدنة». وأوضحت الخارجية التركية أن هذا الإعلان «يمثل المرحلة الأخيرة من تنفيذ مذكرة وقعت في أيار (مايو) الذي ساهم في تراجع العنف بشكل كبير». وأشارت إلى أن «بهذا التطور الأحدث، تقدم المذكرة إسهاماً كبيراً في تهيئة الظروف اللازمة لدفع العملية السياسية المستمرة في جنيف تحت إشراف الأممالمتحدة». وتجري المحادثات في آستانة في إطار الجولة السادسة من المفاوضات التي قادتها موسكو منذ مطلع العام، في سعيها إلى وضع حد للنزاع السوري بعد تدخلها العسكري المفتوح الذي قلب الموازين لصالح الرئيس بشار الأسد. وتتخذ إيران أيضاً موقفاً داعماً للنظام السوري، في حين تعد تركيا بين القوى الداعمة لبعض الفصائل المعارضة. وكانت روسيا نشرت في السابق قوات لمراقبة حدود ثلاث مناطق مشابهة تم الاتفاق عليها في جنوب سورية والغوطة الشرقية قرب دمشق، وفي جزء من محافظة حمص (وسط). وسيطرت «هيئة تحرير الشام» وهي ائتلاف فصائل متشدةة أبرزها «فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) على محافظة إدلب المحاذية للحدود التركية العام 2015. وشاركت وفود تابعة من طرفي الحكومة السورية والمعارضة المسلحة في المحادثات. وتابع الإعلان المشترك أن مزيداً من المحادثات ستجرى في آستانة نهاية تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.