أوضح القاص محمد المنقري أن نادي جدة «عجز عن تقديم مجلة أدبية تليق بحجم مدينة جدة وأعداد مبدعيها، واستبد به الفشل فانتقل إلى الأمسيات الأدبية التي حولها إلى طاولات مغلقة تخدم النزعات الشللية وتقننها وتقلص أعداد المستفيدين منها، ومن حقه أن يبرر هذا التغييب بشكل ديبلوماسي من دون الإقرار بأن الأمسيات الإبداعية تحتاج إلى تخطيط ومتابعة وإدارة، ولا أظن شيئاً من ذلك لدى النادي الآن!». وقال المنقري ل«الحياة»: «علمت قبل فترة أن النادي يمنح قاعته الشهيرة لمعاهد التدريب والمؤسسات الأهلية، وهي هدية من رجل أعمال شهير لخدمة جمهور النادي ورعاية الأدب والأدباء لكن مجلس الإدارة اتخذها لخدمة أهداف أخرى لا أعلمها، فهل وافقت الجمعية العامة على فعل كهذا، وهل للجمعية نفسها رأي في برنامج النادي السنوي؟ ولا أظن حدوث شيء من هذا فكثير من الأعضاء تنازلوا عن حقوقهم، أو جهلوها فخلا الجو لمجلس الإدارة، وهو ذكاء منه لخدمة أهدافه، واقتناص راحته، وإطالة فترة بقائه من دون جدل أو صراخ يعصف بكثير من الأندية. وفي كثير من الأندية صراعات وخلافات، وأعمال تنجز، وإصدارات أدبية تطبع، وأمسيات وملتقيات تقام إلا نادي جدة، إذ رزقه الله جمعية عامة يبدو إنها هاجرت إلى جزر بعيدة بعد دفع الرسوم، وطارت فرحاً ببطاقات العضوية وتركت النادي كأنه لا يعنيها!»، مشيراً إلى أن الدور يبقى الآن على وكالة وزارة الثقافة للشؤون الثقافية «وعليها يقع دور المراقبة والمحاسبة وحث مجلس الإدارة على احترام اللائحة والجمعية العامة والأهداف الأساسية للأندية، وإن لم تفعل الوكالة ذلك فإنها تساعد في تقويض القطاعات الأدبية وتحولها إلى ثكنات شخصية لجني المكاسب البسيطة وتشويه صورة الأدب في عيون الآخرين، وهو المكون الحضاري الذي تتباهى به الأمم، وتبذل من أجله الكثير تخطيطاً وتمويلاً وتنفيذاً».