تعهدت الحكومة الصينية السعي إلى نموّ قوي وتكنولوجيا متطورة وزيادة إنفاقها العسكري، قبل أيام من إتاحة تمديد حكم الرئيس شي جينبينغ إلى موعد غير محدد. أتى ذلك في خطاب ألقاه رئيس الحكومة لي كيكيانغ، في افتتاح الدورة السنوية للبرلمان، التي تمتد أسبوعين. واستمع شي جينبينغ من دون رد فعل في كرسيه، للنواب ال2980 وهم يصفقون بقوة لدى تلاوة مشروع تعديل دستوري يلغي تحديد رئاسة الصين بولايتين، على أن يُقرّ الأحد. وأشار التعديل المقترح إلى «استشارة آراء في القاعدة الشعبية»، لافتاً إلى أن «الشعب وأعضاء الحزب (الشيوعي الحاكم) ومسؤولين من مختلف المناطق» دعوا «بالإجماع» إلى إلغاء القيود على ولاية الرئيس. وكان الناطق باسم البرلمان تشانغ يسوي قال إن الأمر يتعلّق بدمج مهمات الرئيس مع دوره أميناً عاماً للحزب الشيوعي ورئيساً للجنة العسكرية النافذة، وكلاهما بلا حدود. وقالت تشو فينغ، النائب عن شنغهاي، في إشارة إلى شي جينبينغ: «أدعمه وأؤيّد التعديل الدستوري». كما علّقت لي شوتشيان، النائب عن إقليم يونان: «إنه رجل عظيم وقائد يكترث للناس العاديين، وآمل بأن يبقى في السلطة». ويشكّل بقاء شي جينبينغ في الحكم بعد إنهاء ولايته الثانية المرتقبة، عام 2023، دعماً لطموحه في جعل الصين قوة عظمى ذات نفوذ، وإطاحة جميع المسؤولين الفاسدين ومعارضيه داخل الحزب الشيوعي. وقال هوا بو، وهو معلّق سياسي في بكين، إن شي جينبينغ ورث «فوضى» قبل 5 سنوات وعمل ل «إزالة كل التهديدات إزاء الحزب والدولة، وللتمكّن من ذلك لا تكفيه ولايتان رئاسيتان». أما إذا تنحى عن الحكم عام 2023، «فيُرجّح أن تعود السلطات إلى المجموعات الفاسدة والنخب ذاتها، وستضيع كل جهود السنوات الأخيرة». واعتبر أن «شي يحتاج إلى وقت لانتقاء الخليفة المناسب وتدريبه». لكن ويلي لام، وهو خبير سياسي في هونغ كونغ، لفت إلى «معارضة داخل النظام»، مستدركاً: «لا نعلم بها بسبب الرقابة». وأضاف: «يعتبر بعضهم أن ذلك إهانة ويشكّل تجاوزاً للحدود، وأن شي جينبينغ نفذ انقلاباً على الحزب» الشيوعي. وكشف لي كيكيانغ هدفاً للنموّ الاقتصادي «بنحو 6.5 في المئة» للعام 2018، أي معدل العام السابق، لكن أقلّ من إجمالي الناتج الداخلي عام 2017. وأعلن أن الموازنة العسكرية ستزيد ب 8.1 في المئة هذا العام، لتبلغ 1.1 تريليون يوان (175 بليون دولار)، ما يشكّل زيادة بالمقارنة مع معدل العام الماضي (7 في المئة)، علماً أنها الأكبر في الإنفاق الدفاعي خلال ثلاث سنوات. وأفاد تقرير أعدّه «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية» (مقرّه لندن) بأن الصين أنفقت عام 2017 ما يعادل 151 بليون دولار على الجيش، أي أقلّ بأربع مرات من الولاياتالمتحدة (603 بليون)، لكن أكثر من روسيا (61) والهند (53) وبريطانيا (51) وفرنسا (49). وحذر لي كيكيانغ تايوان من أي نزعة إلى الاستقلال، مؤكداً أن الصين «ستدافع بحزم عن سيادة أراضيها ووحدتها ولن تتغاضى أبداً عن أي نشاطات أو خطط انفصالية من أجل تايوان مستقلة».