انتخب البرلمان الصيني الرجل الثاني في الحزب الشيوعي الحاكم لي كيكيانغ، رئيساً لمجلس الدولة (الحكومة) خلفاً لوين جياباو، وسيُكلّف التصدي لتباطؤ الاقتصاد ونزع فتيل غضب شعبي بسبب الفساد والتلوث واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء. وبذلك يختتم البرلمان انتقالاً للسلطة، إذ انتخب الخميس شي جينبينغ رئيساً للجمهورية، خلفاً لهو جينتاو، بعدما خلفه في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في سكرتيرية الحزب الشيوعي الحاكم ورئاسة اللجنة العسكرية المركزية. ونظرياً يملك البرلمان الصيني صلاحيات واسعة، لكن كل القرارات تتخذها دائرة مصغرة من أبرز قيادات الحزب الشيوعي، وعلى رأسهم الأعضاء السبعة في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي. ونال لي (57 عاماً) أصوات 99.69 في المئة من حوالى ثلاثة آلاف نائب، بعدما حصل شي جينبينغ على تأييد 99.86 في المئة منهم. وشي هو القائد الأعلى للبلاد، فيما يرأس لي مجلس الدولة المكلّف تنفيذ سياسة الحكومة والإشراف على الاقتصاد. ويواجه لي إحدى أكثر الفجوات اتساعاً في العالم بين الأغنياء والفقراء، واقتصاداً يعتمد في شكل مفرط على الإنفاق الاستثماري، وارتفاعاً حاداً لأسعار المنازل، ما أثار سخط الطبقة الوسطى. وأفاد تقرير بأن في الصين 2.7 مليون مليونير، و251 بليونيراً. لكن بياناً للأمم المتحدة يفيد بأن 13 في المئة من السكان يعيشون على أقل من 1.25 دولار في اليوم. ويتولى لي زمام اقتصاد تباطأ نموه عام 2012 إلى أدنى مستوى خلال 13 سنة، على رغم تسجيله 7.8 في المئة. ووصف محللون السنوات العشر لوين في رئاسة الوزراء، بأنها عقد ضائع تباطأت خلاله الإصلاحات الاقتصادية وشددت فيه الصناعات التي تدعمها الدولة قبضتها على الاقتصاد. ولي كيكيانغ حاصل على درجة دكتوراه في علم الاقتصاد، يتحدث الإنكليزية بطلاقة، وتولى إدارة إقليم لياونينغ الصناعي الضخم شمال شرقي البلاد، ثم إقليم هينان الفقير وسط البلاد، ورابطة الشباب الشيوعي. شي جينبينغ وأوباما في غضون ذلك، أعلنت بكين وواشنطن أن شي جينبينغ ونظيره الأميركي باراك أوباما ناقشا خلال اتصال هاتفي، تطوير العلاقات الثنائية وملفي كوريا الشمالية وأمن الإنترنت. وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بأن أوباما هنأ شي على انتخابه رئيساً، معتبراً أن ثمة فرصة تاريخية للتعاون بين الجانبين. ونسبت إلى شي قوله إن «لدى الصين والولاياتالمتحدة مصالح مشتركة جمة، وكذلك خلافات»، مضيفاً: «بمقدار ما يحتفظ الطرفان بروحية الاحترام المتبادل والانفتاح والتسامح، سيكون في وسع الصين والولاياتالمتحدة تحقيق مزيد في منطقة آسيا المحيط الهادئ، وجعله محيط سلام وتعاون». وأكد البيت الأبيض أن أوباما وشي ناقشا «مستقبل العلاقات الأميركية - الصينية»، مشيراً إلى أنهما «اتفقا على أهمية العلاقات المنتظمة على مستوى عال». وزاد أن أوباما «أكد التهديد الذي يشكّله البرنامجان الكوريان الشماليان النووي والباليستي، على الولاياتالمتحدة وحلفائها والمنطقة»، لافتاً إلى «ضرورة التحرّك في مواجهة تهديدات الأمن المعلوماتي التي تُعدّ مشكلة مشتركة».