استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض مساء أمس بالتاكيد على وجود «فرصة جيدة للغاية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط»، معرباً عن اعتقاده بأن «الفلسطينيين يريدون العودة في مفاوضات السلام». رغم ذلك، ترك الباب موارباً أمام إمكان حضوره احتفال تدشين السفارة الأميركية في القدس، في وقت وصف نتانياهو قرار نقل السفارة بأنه «تاريخي سيتذكره شعبنا على مر العصور». بموازاة ذلك، أعلن رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون الشروع في التحضيرات اللازمة لعقد المجلس الوطني مطلع أيار (مايو) المقبل. وكشف مسؤول فلسطيني بارز ل»الحياة» أن الدورة المقبلة للمجلس ستشهد انتخاب قيادة جديدة لمنظمة التحرير الفلسطينية، من بينها نائب للرئيس محمود عباس يرجح أن يخلفه في رئاسة السلطة. وقال المسؤول: «سيتم استبدال عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية وبعض ممثلي حركة فتح، كما أن بعض الفصائل سيجري تغييرات على ممثيله»، مشيراً الى أن من أبرز الوجوه التي ستغادر قيادة المنظمة في الدورة المقبلة للمجلس الوطني ياسر عبد ربه الذي احتل، حتى وقت قريب، ثاني أهم منصب فيها هو أمين السر، إضافة الى محمد زهدي النشاشيبي البالغ من العمر حوالي 90 عاماً، وأحمد قريع، وزكريا الآغا، وعلي اسحق، وعبد الرحيم ملّوح وغيرهم. وعزا مسؤولون في المنظمة التغيير الى عاملين، الأول هو السن، والثاني وجود خلافات سياسية وشخصية مثل عبد ربه وقريع. ولفتوا الى أن المجلس سيُعقد بشكله القديم، ومن دون مشاركة حركتي «حماس» و»الجهاد الإسلامي». وقال رئيس المجلس إنه سيعقد ضمن دورة عادية بأعضائه القائمين، بعد رفض الحركتين المعارضتين المشاركة فيه. وأضاف أنه سيتم استبدال أعضاء اللجنة التنفيذية الذين توفوا وعددٍ من المستقلين ومن ممثلي الفصائل. وفي واشنطن، عقد ترامب ونتانياهو اجتماعاً ثنائياً في المكتب البيضاوي وغداء عمل، من دون أن يكون هناك مؤتمر صحافي مشترك. وقال المفاوض السابق في الشرق الأوسط والمحلل لدى مركز ويلسون للابحاث آرون ديفيد ميلر لوكالة «فرانس برس» عن توقعاته من اللقاء: «لا شيء... ليس هناك سوى ترحيب حار واعتراف ترامب بأن بيبي (نتانياهو) في وضع سياسي صعب للغاية»، مشيراً الى ان الرئيس الأميركي مصمم على «مساعدته بأي طريقة كانت». وشوّش على زيارة نتانياهو إعلان النيابة العامة أنها اتفقت مع المستشار الإعلامي لعائلة رئيس الحكومة نير حيفتس ليكون «شاهد ملك» في ملفات التحقيق الثلاثة التي يشتبه فيها نتانياهو بدفع الرشوة وتلقيها. واعتبرت أوساط قضائية أن حيفتس هو «الشاهد الذهبي» الذي يفيد الشرطة في تحقيقاتها بعد أن اتفقت معه على تسليمها محادثات مسجلة تدين نتانياهو وزوجته سارة في التورط بملفات الفساد. وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن النشاط الإيراني في سورية ولبنان، بما فيه محاولة إقامة مصانع للصواريخ في البلدين يستخدمها «حزب الله»، والاتفاق النووي الإيراني بما في ذلك المهلة الزمنية الأميركية لإيران لتعديله، فضلاً عن «صفقة القرن»، هي المواضيع الرئيسة التي تناولها نتانياهو مع ترامب خلال اللقاء الخامس بينهما، مضيفة أن نتانياهو طلب من ترامب أن تشمل تعديلات الاتفاق النووي قيوداً على تصنيع الصواريخ الإيرانية التي يتعدى مداها 300 كيلومتر في الأراضي السورية واللبنانية. وتناولت التقارير اللقاء الذي أجراه نتانياهو مساء أول من أمس مع مستشار الرئيس وصهره جاريد كوشنير والموفد الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات بحضور السفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان في شأن «صفقة القرن» للسلام. وسيلقي نتانياهو كلمته اليوم أمام مؤتمر اللوبي اليهودي الأميركي «إيباك»، قبل أن يلتقي قادة الكونغرس للبحث في الملف الإيراني، وقضية الرواتب الشهرية التي تدفعها السلطة الفلسطينية لعوائل الأسرى والشهداء. وعشية كلمة نتانياهو أمام «إيباك»، دعا مديرها التنفيذي هوفارد كور إلى ضرورة حل الدولتين وإقامة «دولة فلسطينية لها مستقبلها الخاص»، كما دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية آفي غاباي الى تأسيس «دولة فلسطينية».