بالتزامن مع زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى واشنطن، وقبل ساعات من لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سُجل تصاعد في وتيرة الحديث داخل الأوساط الإسرائيلية حول عملية السلام، ففيما بدأ نتانياهو زيارته بلقاء فريق ترامب لعملية السلام: جاريد كوشنير كبير مستشاري الرئيس الأميركي وصهره، ومبعوثه لعملية السلام جيسون غرينبلات، تحدثت الخارجية الإسرائيلية عن «الاستعداد لمفاوضات مباشرة، وفقاً لبرنامج موضوع سلفاً». وعشية إلقاء نتانياهو كلمة أمام المؤتمر السنوي لمنظمة «أيباك» اليهودية– الأميركية، خرجت دعوات اطلقها زعيما: المنظمة والمعارضة الإسرائيلية، أيدت تأسيس «دولة فلسطينية». وقبل ساعات من لقائه الرئيس الأميركي، ناقش نتانياهو فجر الإثنين، مع كوشنير وغرينبلات، قضايا عدة أبرزها مبادرة السلام الأميركية والمعروفة إعلامياً ب «صفقة القرن»، فيما أكد نائب المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، ألكسندر بن تسفي، أن تل أبيب مستعدة «كالسابق» إجراء مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين، لكن هناك حاجة لوضع برنامج لهذه المفاوضات. وقال بن تسفي في تصريحات للصحافيين: «في حال كانت هناك مفاوضات مباشرة، يمكننا الجلوس مع الفلسطينيين في أي مكان ونفاوض، ولكن الشيء الرئيس ليس أين نقوم بهذا العمل، لكن ما الذي سنتحدث عنه». وزاد: «هذا هو السؤال، هناك حاجة إلى برنامج، لأنه خلال المفاوضات يتم التفاوض على شيء ضمن برنامج مسبق من الجانبين». وأشار إلى أنه كان تم «عرض تسليم أراض كبيرة، وتبادل الأراضي وغيرها (من المقترحات)، لكن الفلسطينيين قالوا لا مرتين». إلى ذلك دعا المدير التنفيذي ل «أيباك» هوفارد كور إلى ضرورة حل الدولتين وإقامة «دولة فلسطينية لها مستقبلها الخاص، الأمر الذي قد يثير غضب قادة اليمين الإسرائيلي وأنصاره في واشنطن. ومن المقرر أن يلقي نتانياهو اليوم كلمة أمام «أيباك». وشدّد كور في خطاب ألقاه خلال المؤتمر السنوي للمنظمة الأحد، على أهمية السلام لإسرائيل، وقال: «علينا جميعا العمل على مستقبل يستند إلى وجود دولتين لشعبين، واحدة يهودية تتمتع بحدود آمنة وقابلة للدفاع عنها، وأخرى فلسطينية لها علمها ومستقبلها الخاص». وأضاف: «اليوم يبدو هذا الحلم بعيد المنال، وهذا أمر مأساوي». ولفت إلى أن «غياب عملية سلام بناءة أمر لا يسر، لأنه يستحيل ضمان أمن إسرائيل في شكل كامل وتحقيق وعدها بالكامل ما لم تتعايش بسلام مع جيرانها». واعتبر أن الطريق الوحيد للسلام يمر عبر المفاوضات المباشرة بين الطرفين. لكنه ألقى باللوم على السلطة الفلسطينية «لتهربها من الحوار منذ سنوات، وتفادي مواجهته». وفي كلمته أمام «أيباك»، دعا زعيم حزب «المعسكر الصهيوني» المعارض آفي غاباي فجر الإثنين، إلى «الانفصال عن الفلسطينيين وإقامة دولة لهم منزوعة السلاح». وشدد على ضرورة أن «تكون دولة إسرائيل ديمقراطية وذات أغلبية يهودية»، لكنه دعا الفلسطينيين إلى ضرورة وقف ما وصفه ب «التحريض فوراً باعتباره معادٍ للسامية ويؤدي إلى زيادة الهجمات ويبقي الإسرائيليين بعيداً عن حلم السلام». كما طالب السلطة الفلسطينية ب «وقف دفع الأموال لعوائل منفذي الهجمات». وأضاف «من جانبنا يجب وقف البناء خارج الكتل الاستيطانية، ووقف بناء البؤر والثناء على المستوطنات المعزولة لأنها لا تملك قيمة أمنية لدولة إسرائيل». وتابع «لن نتنازل أبداً عن أمن بلادنا، يجب أن نعتمد سياسة أمنية حازمة وأن لا نسمح لأي نظام بالإضرار بنا»، مشدداً على أنه «لن يتم السماح لإيران بتسليح نفسها بالسلاح النووي، وأنه لن يسمح لحزب الله بمهاجمة سكان الشمال، كما أنه لن يسمح لحماس بمحاولة الإضرار بسكان الجنوب». «شاهد ملك» ثالث في تحقيقات الفساد أعلنت الشرطة الإسرائيلية أول من أمس، أن اثنين من المقرّبين من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وُضعا قيد الإقامة الجبرية بعد اعتقالهما 14 يوماً في إطار التحقيق في عملية اختلاس يُشتبه بتورط رئيس الحكومة فيها. وأعلنت وزارة العدل أمس، أن أحدهما وافق على أن يكون ثالث «شاهد ملك» في القضية، ما وصفته وسائل إعلام عبرية ب»نقطة تحول مأساوية» في سير التحقيقات ضد زعيم الحزب الأكثر شعبية «ليكود». وأطلقت الشرطة سراح شاوول ألوفيتش رجل الأعمال البارز وأحد أبرز المساهمين في شركة الاتصالات العملاقة «بيزك»، والمستشار الأسبق لعائلة نتانياهو نير حيفيتز الذي وقّع على صفقة «شاهد ملك»، أي أن يدلي بشهادته ضد رئيس الحكومة مقابل عدم تقديمه إلى المحاكمة وتجريمه. وتسعى الشرطة إلى معرفة إذا كان نتانياهو وزوجته سارة طلبا أن يقوم موقع «واللا» الإخباري الذي يملكه ألوفيتش، بتغطية صحافية موالية لهما، مقابل حصوله على تسهيلات حكومية قد تكون أمّنت لشركة «بيزك» مئات ملايين الدولارات. ويشتبه بتأدية حيفيتز دور الوسيط بين نتانياهو والمسؤولين عن «بيزك» و»واللا»، كما يشتبه بمحاولته رشوة قاضية متقاعدة لعرقلة تحقيق حول سارة نتانياهو في شأن استخدام أموال عامة لمصالح خاصة. ولم تكشف الشرطة تفاصيل التحقيق، إلا أن وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلت أن ستة مشتبه بهم استُجوبوا الجمعة في أماكن مختلفة لمنعهم من التنسيق، من بينهم الزوجان نتانياهو.