بدأ اختبار حسن النوايا السياسية في تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وسط توجس دولي من مماطلة اليميني الإسرائيلي من استحقاقات السلام. من جهتها، ذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أن هناك خلافا حادا بين إسرائيل والفلسطينيين حول القضايا التي ستدرج على جدول أعمال المفاوضات المباشرة بين الجانبين والمزمع استئنافها في لقاء الغد في منتجع شرم الشيخ المصري الذي يجمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقالت الصحيفة إن إسرائيل تطالب بالتفاوض أولا حول قضيتي التدابير الأمنية والاعتراف الفلسطيني بها كدولة قومية للشعب اليهودي، فيما يصر الفلسطينيون على مناقشة قضية رسم حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية. إلى ذلك انتقد وزير التربية والتعليم الإسرائيلي غدعون ساعر مواقف السلطة الفلسطينية من المفاوضات مع إسرائيل. وقال ساعر إن السلطة الفلسطينية تفضل التمسك بمواقفها السابقة الخاصة بإحقاق حق العودة على السعي الحقيقي لإنهاء النزاع وتحقيق السلام مع إسرائيل. جاءت أقوال ساعر تعليقا على أقوال د. نبيل شعث بشأن رفض السلطة الفلسطينية القاطع الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. من ناحية أخرى، صرح مصدر دبلوماسي مصري بأن القاهرة تبذل جهوداً وتجري اتصالات لضمان استمرار جولات التفاوض، خاصة فيما يتعلق بتمديد الحكومة الإسرائيلية قرار وقف الاستيطان في الضفة الغربية قبل حلول انتهاء القرار في 26 سبتمبر الجاري باعتبار أن ذلك يعتبر محكا رئيسيا لنوايا الحكومة الإسرائيلية. وأضاف المصدر بأن كلينتون طلبت من نتنياهو سرعة اتخاذ هذا القرار وتجديده لمدة أربعة أشهر مقبلة. وفي موازاة ذلك يطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن تبدأ المفاوضات برسم حدود الدولة الفلسطينية كما أن قيادة السلطة الفلسطينية ترفض بشدة الاعتراف بيهودية إسرائيل. وفي هذه الأثناء أكدت وسائل الإعلام إسرائيلية على أن نتنياهو يتعرض لضغوط أميركية وبضمنها تلك التي يمارسها الرئيس باراك أوباما من أجل تمديد تجميد البناء في المستوطنات الذي تريد إسرائيل استئنافه في نهاية الشهر الحالي. وفي غضون ذلك رفضت إسرائيل استقبال وفد مؤلف من خمس وزراء خارجية أوروبيين طلبوا زيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية يوم الخميس المقبل. ونقلت هآرتس عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن السبب الرسمي لرفض استقبال الوفد الأوروبي هو جدول زمني مزدحم، لكن السبب الحقيقي هو رغبة إسرائيل منع ضغط أوروبي يمارسه وفد وزراء الخارجية لتمديد تجميد البناء الاستيطاني. وبادر إلى تنظيم وفد وزراء الخارجية الأوروبيين وزيرا الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير والإسباني ميغيل انخيل موراتينوس خلال لقاء بينهما قبل أسبوعين وتباحثا في إبعاد الاتحاد الأوروبي عن عملية السلام. وقالت مصادر صحافية إن كوشنير عبر عن خيبة أمل عميقة جراء عدم حضور أي ممثل أوروبي لقاء القمة في واشنطن قبل أسبوعين والذي تم خلاله إطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل.