عادت مشكلة المياه بقوة في جدة وأطلت مرة أخرى برأسها مع بداية الصيف الحارق وطوابير المنتظرين تتدافع على أبواب أشياب الفيصلية وقويزة منذ صلاة الفجر والاستهلاك اليومي للمياه يزداد بصورة استثنائية على خلاف ما كان يحدث في الماضي، كما أن عروس البحر التي يتواصل ازدحامها بتركيبة سكانية هائلة قدر لها أن تعيش سنوياً أزمة المياه، إضافة إلى أن ارتباطها بمكة المكرمة والمسجد الحرام يدفع سنوياً بأعداد كبيرة من المعتمرين والزوار العابرين والقادمين إليها مما يشكل ضغطاً كبيراً عليها في استخدام المياه. الإجازة الصيفية تفاقم المشكلة لقد بدأت الوايتات التي تحمل المياه تجوب شوارع جدة خاصة في الأحياء الشعبية والجنوبية منها. كدليل على أن أزمة المياه بدأت كعادتها تلوح في الأفق مع بداية كل صيف، وسوف يزداد الطلب على المياه مع مطلع الإجازة الصيفية للمدارس، حيث تستقبل العروس المزيد من المصطافين والزوار. لذا لابد من تكثيف حملات الترشيد والتوعية للمواطن والمقيم، وغرس مفهوم الترشيد في ذهنية كل مستخدم للماء. ولكن بدأ يتكرر المشهد الذي حدث في الصيف الماضي حيث بدأ أصحاب الوايتات في استغلال الأزمة ورفع الأسعار بصورة خرافية لا تتناسب مع احتياجات السكان وقد وصل سعر الوايت إلى 500 ريال وهذا ما أكده البعض ل(الندوة) فالماء هو عصب الحياة الذي لا يمكن الاستغناء عنه، لذا لا بد من الترشيد وفي الوقت نفسه يجب أن يتوفر لمستخدميه لأن ما يتم ضخه من المياه المحلاة لا يتناسب مع الاحتياجات مما يجعل السكان في جدة يقعون فريسة سهلة لأصحاب الوايتات التي يرتفع سعرها مع شهور الصيف ليتعدى ال 500 ريال للوايت، بينما في الأيام العادية لا يتجاوز سعر الوايت ال 75 ريالاً أو 80 ريالاً. وكل الآمال معقودة على انتهاء المرحلة الثالثة من مشروع الشعيبة التي حدد لها العام القادم 1430ه حسب تصريح مسؤولي فرع وزارة المياه. الندوة استطلعت في جولتها أعداداً من المواطنين والمقيمين في جدة حول أزمة المياه التي بدأت تظهر بظهور الوايتات في شوارع الأحياء فماذا قالوا: أزمة على مدار العام يقول المواطن محمد الحكمي إن أزمة المياه في جدة ستظل مستمرة سواء في فصل الصيف أو في غيره من فصول السنة ما لم توضع لهذه المشكلة الحلول الجذرية، لقد ظللنا نعاني من هذه المشكلة سنوات طويلة رغم أن وزارة المياة تبشرنا في كل عام بقرب الحلول لهذه الأزمة المستفحلة، وهم يطالبون المواطنين بترشيد استخدام المياه، في الوقت الذي لا توجد فيه المياه، وكما نعلم أن شبكات المياه مهترئة وبعضها عمره الافتراضي انتهى منذ سنوات والأعداد تتزايد في الأحياء، لذا نناشد بوضع الحلول السريعة لأزمة المياه التي أصبحت هاجساً لكل سكان جدة من قبل المسؤولين حتى لا يتمادى أصحاب الوايتات في استغلال الأزمة للكسب السريع برفع الأسعار متى ما ظهرت بوادر الأزمة، مضيفاً أن لهم عشرة أيام لم يروا فيها قطرة ماء بينما يقول المقيم علي شمس الدين أحد ساكني جنوبجدة لقد تعبنا من انقطاع الماء المتواصل من الشبكة الرئيسية للمياه، مما جعلنا نقع فريسة سهلة لأصحاب الوايتات الذين تفننوا في استغلال حاجتنا للمياه برفع أسعار الوايتات حتى تجاوز سعر الوايت ال 500 ريال، كما أن الحصول على الوايت يتطلب منا الذهاب بعد صلاة الفجر مع طول الانتظار في الطوابير. ونناشد المسؤولين في مياه جدة بالاسراع في حل الأزمة ووضع التحوطات لموسم الصيف الحالي الذي بدأ حتى لا تتكرر مأساة العام الماضي. ويقول المواطن حاتم الشمري ان معاناتنا مع المياه لن تنته إلا بوضع الحلول الجذرية لهذه المشكلة من قبل المسؤولين، وقد أصبحت هذه الأزمة مزمنة كما أن أصحاب النفوس الضعيفة قاموا باستغلالها بشكل كبير بواسطة المتاجرة في المياه ونجحوا في فتح أبواب السوق السوداء على مصراعيها في ظل غياب الرقابة عليهم. ومن هنا نناشد الجهات ذات العلاقة بوضع حد لهذا العبث ولن يتم ذلك إلا بإعادة الشبكات القديمة التي عفا عليها الزمن، كما أن الاستهلاك يزداد خاصة في فصل الصيف، وجدة كما تعلمون مزدحمة بالسكان ويفد إليها الكثيرون من المدن الأخرى لقضاء فصل الصيف ومواسم الاجازات لهذا لابد من وضع الحلول لهذه الأزمة.