اقتربت القوات التركية وفصائل المعارضة السورية المتحالفة معها من مدينة عفرين وباتت على بعد نحو 12 كيلومتراً منها بعد معارك عنيفة مع الوحدات الكردية، فيما أكدت معلومات أن النظام السوري يفرض مبالغ مالية على الفارّين من الاشتباكات في مقابل السماح لهم بدخول مناطق سيطرته في حلب. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن القوات التركية حققت مزيداً من التقدم في منطقة بافليون، حيث باتت على مسافة نحو 12 كيلومتراً من مدينة عفرين، ما يعتبر أقرب تقدم لقوات «غصن الزيتون» منذ بدء الهجوم في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي. وتواصلت الاشتباكات في بلدة راجو وقرى محيطة بها، حيث تحاول القوات التركية وفصائل «الجيش السوري الحر» استكمال تثبيت سيطرتها في المنطقة، في وجه هجمات معاكسة تنفذها القوات الكردية. ودخلت القوات التركية بلدة الشيخ حديد في الريف الغربي لعفرين، وتعدّ ثالث بلدة تتمكن قوات العملية التركية من دخولها بعد بلدتي بلبلة وراجو. كما تمكنت القوات التركية من السيطرة على ثلاث قرى أخرى في ريفَي عفرين الشمالي والغربي، وسيطرت بالتالي على 25 في المئة من مجموع قرى عفرين حتى الآن وفق «المرصد». من جانبها، أوضحت وكالة أنباء «الأناضول» التركية أن القوات التركية وفصائل «الجيش الحر» سيطرت على قرى بافليون وجبل تابع لها وسعولجك وأرندة في ناحية الشيخ حديد، وخليلو في ناحية راجو. وأعلنت رئاسة الأركان التركية أمس تحييد 2612 «إرهابياً منذ انطلاق عملية «غصن الزيتون». إلى ذلك، نقل «المرصد» عن مصادر يصفها ب «موثوقة» تأكيدها وجود صعوبات كبيرة تواجه نزوح المدنيين من عفرين إلى مناطق سيطرة النظام في حلب، حيث تفرض الحواجز التابعة للنظام والمسلحين الموالين له دفع مبالغ مالية تراوح قيمتها بين ألف وألفَي دولار أميركي للشخص الواحد في مقابل السماح بالعبور نحو مدينة حلب. ويأتي ذلك في ظل مخاوف من محاصرة أكثر من مليون نسمة من سكان منطقة عفرين والنازحين إليها بعد التقدم التركي. ورفعت المعارك من حصيلة القتلى في صفوف طرفي القتال، وقتل 320 عنصراً على الأقل من القوات التركية والفصائل المعارضة بحسب «المرصد»، في مقابل مقتل 295 مسلحاً من «وحدات حماية الشعب» الكردية و «قوات الدفاع الذاتي». ووثق «المرصد» كذلك مقتل 149 مدنياً بالقصف والمعارك منذ 20 كانون الثاني (يناير) الماضي، فيما تنفي أنقرة مقتل مدنيين.