تفتتح مؤسسة الشارقة للفنون بالتعاون مع متحف الشارقة للفنون بعد غد الأربعاء، معرضاً استعادياً للفنانة الأردنية منى السعودي تحت عنوان «أشعار وتكوينات»، السادسة مساءً في متحف الشارقة للفنون. يتضمن المعرض الذي تشرف عليه حور القاسمي رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون ونورة المعلا مديرة مراكز الفنون، مجموعة من الأعمال التي أنتجتها الفنانة منذ ستينات القرن العشرين حتى الآن. ويشتمل المعرض على أكثر من 20 منحوتة نفذتها السعودي باستخدام أحجار الرخام الأبيض والأخضر والحجر الجيري الوردي وحجر الديوريت الأسود، والتي تعود أصولها إلى دول عدة مثل سورية، وعمّان، وفلسطين، وتركيا. كما يتضمن المعرض لوحات ورسومات مستوحاة من قصائد للشاعرين محمود درويش وأدونيس. وذكرت نورة المعلا مديرة مراكز الفنون والقيّمة المشاركة للمعرض: «لا شك أن معرض الفنانة منى السعودي، يمثل سانحة مهمة للاطلاع على هذه التجربة الثرية التي اتسمت بالفرادة والخصوصية في مختلف مكوناتها الأسلوبية والتعبيرية، لا سيما في الأعمال النحتية، والتي نأمل بأن تقدم متعة بصرية ومعرفية لجمهور الفن المحلي». وحول استضافة متحف الشارقة للفنون للمعرض، قالت منال عطايا مديرة إدارة متاحف الشارقة: «تعد منى السعودي من أكثر الفنانين البارزين في المشهد الفني العربي منذ خمسة عقود ماضية. ومنذ أول منحوتة حجرية أنتجت الفنانة في شكل منتظم قطعاً فنية مذهلة يتردد صداها مع جماليات أخّاذة. كونها ناشرة وناشطة فنية فضلاً عن دورها كنحاتة موهوبة للغاية، فإن لأعمالها أهمية اجتماعية وفكرية كبيرة على صعيد المنطقة وما عداها». وُلدت منى السعودي عام 1945، ودرست النحت في المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة في باريس. عُرفت بمنحوتاتها الحجرية التي استكشفت من خلالها مفاهيم على اتصال بالنمو والخصوبة والجسد عبر تقديمها الحركة التركيبية وأشكالاً هندسية اصطلاحية. واستطاعت السعودي من خلال أعمالها تقديم الحجارة في صورة تجريدية تمتاز بالسكينة والهدوء والانسيابية لتضفي بعداً شعرياً يعكس التضاد في أعمالها، وقد ظهر جلياً ابتعادها عن التجسيد في منحوتاتها كونها ترى أن للشرقيين ذاكرة تجريدية. يعكس شغف السعودي بالحجارة جزءاً مهماً من نشأتها في عمّان، حيث كانت منحوتات ساحة المدرج الروماني المجاورة لمنزلها الكائن في موقع «سبيل الحوريات» الأثري، البادرة التي انطلقت من خلالها مسيرتها الشغوفة بسحر الحجارة وديمومتها. وجاءت أولى منحوتاتها بعنوان «أمومة الأرض» والتي نفذتها في باريس عام 1965 تأثراً بانتشار مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في عمّان عام 1948. على رغم كونها شاعرة، اختارت السعودي كلمات شعراء آخرين كالشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش والشاعر السوري أدونيس للتعبير عن حالات خاصة في رسوماتها ولوحاتها، ونظمت المعرض الأول لرسوماتها العام 1963 في مقهى الثقافة في بيروت.