لم يمض صعود الدكتورة فاطمة إلياس إلى المنصة، والجلوس بجوار الرجال، في حفلة التكريم التي نظمها نادي جدة الأدبي للروائية رجاء عالم والكاتب يوسف المحيميد مساء السبت الماضين بهدوء. إذ أثار نقاشاً وسجالاً طويلين في مواقع النت، حول خلفيات هذه الأمر الذي لم يتكرر من قبل، ليشمل الحديث حول موقع المرأة في الأندية والأماكن المخصصة لها للحضور والمشاركة. وبدأ السجال بعد تعليق الدكتورة لمياء باعشن في صفحتها في «فيس بوك» حين قالت: «أول مثقفة تعتلي منبراً رسمياً في حضور وزير الثقافة (مرتين)... برافو دكتورة فاطمة إلياس على حضور قيم». فيما قالت إلياس: «جلست على المنصة وألقيت ورقتي أمام الحضور الرجالي والنسائي في وجود الوزير، ولم ألقها من الحرملك. لكنه وللأمانة، أفضل من أي حرملك في أي ناد آخر، لأننا ناضلنا لكي نجلس في قاعة واحدة حتى ولو مع وجود عازل، حتى نرى مباشرة المحاضرين بدلاً من الجلوس في قاعة منفصلة أمام شاشة صماء، لنتابع ما يتحدث عبر الدائرة التلفزيونية. إنها خطوات محسوبة نحو الألف». وأكدت فاطمة إلياس إنها رفضت منذ البداية أن تقرأ ورقتها «الحرملك» في حضور رجاء عالم، «بل وطلبت من رئيس النادي أن تجلس مجموعة من المثقفات، مثل لمياء وأشجان هندي وحليمة مظفر وسهام القحطاني، طبعاً ومن ترغب في نفس صف رجاء عالم. وعندما اعتذرت رجاء عن الحضور تنازلت لعل الأمر يتهيأ لنا في فرصة أخرى. لكن فاجأني رئيس النادي وأنا في السيارة بأنهم أعدوا لي كرسياً في المنصة». ولئن بدت فاطمة إلياس، في نظر البعض أول مثقفة تصعد إلى المنصة وتجلس إلى جانب الرجال، فإن هناك من يرى أن الشاعرة هدى الدغفق صاحبة السبق، في أمسية شعرية ضمن فعاليات مهرجان الجنادرية الماضي، واستضافها نادي جدة، وأصرت على قراءة قصائدها أمام الرجال، على رغم ممانعة رئيس النادي. لكن الشاعر عبد الله الصيخان قال إن زينب غاصب هي أول شاعرة تصعد المنصة وتشارك الشعراء الرجال القراءة في نادي الرياض الأدبي، أيضاً ضمن فعاليات مهرجان الجنادرية الماضي، مستدركاً أن الدكتورة فاطمة إلياس «سبقت الجميع في كلمتها التي ألقتها أمام وزير الثقافة والإعلام السابق إياد مدني في لقاء المثقفين السعوديين، الذي عقد قبل حول خمس سنوات». وتواصل السجال لتوضح الدكتورة باعشن إن محاولات المبدعات السعوديات توالت، في الظهور على المنصة في فعالية رسمية مع الرجال، بعد فاطمة إلياس في ذلك اللقاء البعيد، «فزينب غاصب وحليمة مظفر وأشجان هندي قرأن شعرهن في ملتقى الشعر في نادي جيزان الأدبي منذ أكثر من ثلاث سنوات، ثم صعدت المنبر الدكتورة هتون الفاسي وسهيلة زين العابدين في نادي مكة الأدبي منذ سنتين، والعام الماضي صعدت فوزية أبو خالد إلى المنصة في ملتقى النص بجدة».