أُصيب العشرات من رجال الأمن الأردنيين والمواطنين في محافظة الطفيلة جنوب عمان اثناء زيارة للعاهل الاردني عبدالله الثاني للمحافظة التي تشهد منذ أربعة اسابيع احتجاجات شعبية. وقال شهود إن موكب الملك اخترق شارعاً رئيساً لتحية المواطنين الذين اصطفوا على الأرصفة، وبعد ان استقر الموكب في الاستاد الرياضي وبدأ الاحتفال، أثار خروج مدراء الأجهزة الأمنية على عجل انتباه الحضور ليعلموا ان تراشقاً بالحجارة وقع بين قوات الدرك ومواطنين غاضبين على تجاهل دعوتهم. ووقع الحادث وسط المدينة على بعد 5 كيلومترات من موقع الاستاد الرياضي حيث هاجم المحتجون مبنى المحافظة الذي تعرّض للتخريب وتكسير العديد من السيارات. وتضاربت الانباء عن عدد المصابين، اذ قالت مصادر ان 25 من رجال الدرك أُصيبوا كما وقعت 6 إصابات في صفوف الحرس الملكي. لكن مصادر القصر الملكي نفت ل «الحياة» وجود اصابات بين قوات الحرس، فيما لم تعط تقديرات عن عدد الاصابات في صفوف المواطنين الذين لم تراجع غالبيتهم المستشفيات خوفاً من الاعتقال. وقال صحافيون عاملون في المدينة ل «الحياة ان «الحادث نجمت عنه إصابة 27 مواطناً و12 شرطياً من رجال الدرك». وقال مصدر رسمي في القصر الملكي (فضل عدم ذكر اسمه) ل «الحياة» ان الموكب الملكي «لا علاقة له بالحادث، ومر من دون اي معيقات، وترجّل الملك من سيارته أمام صيوان للعزاء ودخله مقدماً تعازيه للمواطنين، قبل أن يتابع مسيره». ونفى وزير الدولة لشؤون الإعلام والإتصال، الناطق باسم الحكومة طاهر العدوان الأنباء التي تحدثت عن تعرض الموكب المرافق للملك عبدالله الثاني للرشق بالحجارة من أشخاص خلال زيارته للمحافظة، وقال ل «الحياة» إن «الزيارة كانت ناجحة في شكل كبير، وبعد انتهاء الاحتفال واثناء تدافع المواطنين للسلام على جلالته، حدث احتكاك بسيط بين مواطنين وقوات الدرك». وكانت المدينة شهدت احتجاجات في 16 الشهر الماضي اثناء زيارة رئيس الوزراء معروف البخيت للمدينة حيث منعه العشرات من دخول مبنى المحافظة، ما ادى الى تغيير مساره واضطرت الاجهزة الامنية الى الافراج عن أكثر من عشرين شخصاً اعتقلوا بعد الحادث. وقال احد قادة الحراك الشعبي في المدينة ل «الحياة» هاتفياً ان اهالي الطفيلة يرحبون بزيارة الملك، مضيفاً: «الحادث جاء احتجاجاً من ابناء المحافظة ضد الحاكم الإداري وتهميش محافظتهم وقلة حصتها من مشاريع التنمية، الامر الذي ادى الى غضب شباب احرار الطفيلة الذي رفض الحاكم الاداري تنفيذ وعده لهم بدعوتهم الى الاحتفال والسماح للممثل عنهم بإلقاء كلمة امام الملك». وقال الناطق الاعلامي باسم لجنة احياء نقابة المعلمين مصطفى الحنيفات ان «قوات الدرك استفزت المواطنين». وكان الملك امر خلال زيارته بإطلاق صندوق الطفيلة التنموي بقيمة 15 مليون دينار لاقامة مشاريع تنموية وانتاجية فيها لتوفير فرص العمل وتحسين مستوى معيشة أبنائها وتقديم الخدمات الصحية في المستشفى العسكري مجاناً لجميع ابناء المحافظة لمدة سنة.