أغرب ما يعيشه بعض أفراد المجتمع الخليجي أن زواج الأصدقاء والأقارب يكون أحياناً سبباً في طلاقهم، والسبب غالباً الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، إذ تكتشف ست الحسن والجمال أن سوقها ارتفع بعد الزواج، وان كل أخوات الشباب العزاب وأمهاتهن يردن خطبتها، فتصاب بغيبوبة الغرور على زوجها الغلبان لأن بعضهم «طحاطيح»، وهي لا تعلم أن بعضهن يتعمدن إصابتها بالحسرة أو يسخرون بشكل غير مباشر من اللوحة السريالية المرسومة على وجهها. أيضا يكتشف الزوج سطحية شريكة العمر من خلال إصرارها على وضع مكياج يكلف نحو 200 دولار يجعلها أقبح من شكلها المعتاد أو شكلها بالتبرج العادي الهادئ، والغريب أن أسماء هذه «اللطخات» المسماة خطأ مكياج صار من بينها «الشبح»، «الشيطان»، وربما قريباً سيكون هناك مكياج وحش «فيجا» الشهير. أحيانا الزوجة تكتشف «رجعية» زوجها فهو يريدها أن تخرج من حفلة العرس قبل «الطقاقة»، بترجمة ذلك إلى أجزاء اليوم فهو يريدها في المنزل قبل الفجر، وبالوقت هو يريدها قبل الرابعة صباحاً، فكيف يمكنها تمضية بقية عمرها مع زوج «متخلف» يريد إفساد متعتها في «قهر» صويحباتها بفستانها وعتادها اللامع الذي كلفه اجر ثلاثة أشهر على وظيفته الصغيرة من أجل أن يستطيع العمل غداً صباحاً حتى لا يفصلوه، ويتوقف سداده للقروض، ويضطر لبيع فساتينها بالمزاد العلني. يعتقد البعض من العقلاء والحكماء إن وجدوا أن حفلات الزواج في السعودية فعلاً من أسباب الطلاق، فغالبية الأسر حتى ممن لديهم سائق خاص يفضلون أن يحضر الزوج زوجته من الحفلة لأنها تكون في كامل زينتها وعطورها بل أحياناً بعباءة خاصة بالحفلات فيصعب ركوبها مع السائق، وغالب الحفلات تنتهي متأخرة جداً، والقول الصحيح انها أصلاً تبدأ متأخرة ففي الغالب هي تنطلق بعد انتهاء حفل عشاء واستقبال الرجال. هذا التأخير يجعل الرجال متوترين جداً، ومصادر التوتر هي السهر، ومراقبتهم لبعضهم أمام البوابة أيهم تستجيب عائلته لندائه من أول مرة، او سابع مرة، وإحساسهم أنهم أمام مشهد إثبات ذات، وما أن تركب المدام السيارة إلا وتبدأ النقاشات الساخنة، وفي المحكية الخليجية تبدأ «الهوشات»، ومعظمها تبدأ من جملة شهيرة عريقة تقولها المرأة فور ركوبها هي «توهم يطلعون عروستهم»، وأتخيل أن الرد الانفجاري الانتحاري يكون «طلعت روحك». بحسبة اجتماعية نفسية بسيطة فإن ثلاث أو أربع حفلات من هذا النوع قد تؤدي إلى تعمق الخلافات، وبعض الرجال يمنعون زوجاتهم من حضور حفلات الأعراس لغير الأقارب المقربين جداً الذين لا فكاك من التزامهم، وبعض السيدات الحكيمات، تخرج الزوج تماماً من هذه الأجواء وتذهب مع والدتها واخواتها. الحديث عن الطلاق بجدية سيتصل وهو يحتم الحديث عن الفهم الخاطئ للحب في الزواج، وعن هرم السيد ماسلوا. [email protected]