سرب زعيم "التيار السلفي الجهادي" في الأردن عصام البرقاوي، الشهير ب "أبو محمد المقدسي"، رسالة نادرة الى الحياة" من محبسه الأردني اليوم، نفى فيها تعرضه الى ضغوط من أجل مهاجمة "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، واتهم قادته ب "الكذب". وقال زعيم الجهاديين في جنوبالأردن محمد الشلبي، المعروف ب"أبو سياف"، ل "الحياة" إن "هذه الرسالة جاءت لتؤكد أن الشيخ لم يتعرض إلى أي ضغوط لحمله على إدانة الممارسات المنسوبة الى داعش". وكان قريبون من التنظيم قالوا ان المقدسي تعرض لضغوط من جهاز المخابرات الأردنية، بعد إصداره الشهر الماضي بيانا هاجم فيه زعيمه "أبو بكر البغدادي". وقال المقدسي في رسالته الجديدة "لقد تأخرنا كثيرا وصبرنا وأطلنا البال على أمل ان يكون فيهم (تنظيم الدولة) عقلاء يرعوون ويرجعون إلى الحق، وأن يسمعوا من مشايخهم، لكن سبحان الله عندهم مماطلة عجيبة ولف ودوران وكذب كثير، وصبرنا كان ليس خوفا من ألسنة علمائهم الموجودين في الاردن (...) فقد تعودنا على ألسنتهم، لكن كان لدينا أمل في أن يكون لنا دور للاصلاح بين الناس وبين المجاهدين وحقن لدماء المسلمين". وأضاف "كنا نتمنى ان يكون لنا دور في هذا المجال، لأن هذا هو الامل، وهذا الأصل في المؤمنين أن يخرج لما فيه خير للإسلام وأهله... لكن للاسف الجماعة ما استجابوا وما لبوا، وكما يقال مكره أخاك لا بطل، ليس مكرها كما قيل أنني أتكلم رغما عني... لا ليست الأمور كذلك أنا أتكلم باختياري وعن بصيرة ونظر". وتابع "عندي من المخلصين والثقات الذين ينوروني وبفضل الله لإطلاعي على كل الاحوال بتفاصيلها، لكن التأخير كان إنتظارا لأجل مصلحة مرجوة". وأردف "لكن القوم ما استجابوا وماطلوا وراوغوا فاضطررنا للبيان، ووجدنا في السكوت بعد ذلك مداهنة وإقرارا للباطل وخذلانا لأهل الحق، خصوصا عندما رفضوا التحكيم، مع أننا نزلنا عند شروطهم المتعنتة والصعبة". واستطرد المقدسي يقول "الحمد لله أننا لا نخاف في الله لومة لائم، ولو كنا كذلك لما كلمناكم من هذا المكان، وعلى أي حال هذه الصفحة طويناها بعدما ماطلونا وأخرونا الى هذا الحد، وكان عندنا أمل ان يرعووا ويستجيبوا". وتابع "فلنطو هذه الصفحة، بل فلنضع الكتاب كله على الرف، وننشغل بما فيه مصلحة ديننا ودعوتنا وجهادنا، وأنا أذكر إخواننا في الاردن أن لا ينشغلوا أبدا في الدفاع عن شخصي الحقير، بل ينشغلوا بنصرة هذا الدين وهذه الدعوة ويتركوا خذلان هؤلاء القوم، هؤلاء المشاغبين طويلي اللسان سيئي الأخلاق الذين تعودنا فيهم على كل شر وعلى قلة الأدب... أتركوهم في حالهم لا تنشغلوا معهم ولا تتنزلوا معهم ولا تجعلوهم يجروكم الى سفاسف الأمور، فإن الله عز وجل يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها". ومضى زعيم "التيار السلفي الجهادي" في الاردن يقول "هؤلاء الطاعنون كم كانوا يرجوننا أن لا نتكلم عن جماعتهم ونتبعهم، وكم كانوا يقولون مشايخنا وشيوخنا ودرسوا علينا، والآن لما قلنا كلمة الحق بهتونا كما بهتت اليهود عبد الله بن سلام .. فخرجت الأكاذيب والافتراءات". وكان المقدسي أصدر نهاية الشهر الماضي رسالة شن فيها هجوما غير مسبوق على تنظيم "داعش" واتهم قيادته والقائمين على الأمور الشرعية فيه ب "الانحراف"، وأعلن "رفع الغطاء الشرعي عنه"، ودعا جنوده إلى "الخروج منه ومبايعة جبهة النصرة". وجاء في رسالته تلك "نعلن هنا أن تنظيم الدولة في العراق والشام، تنظيم منحرف عن جادة الحق، باغ على المجاهدين، ينحو إلى الغلو، وقد تورط في سفك دماء المعصومين، ومصادرة أموالهم وغنائمهم ومناطقهم التي حرروها من النظام، وقد تسبب في تشويه الجهاد، وشرذمة المجاهدين، وتحويل البندقية من صدور المرتدين والمحاربين إلى صدور المجاهدين والمسلمين .. إلى غير ذلك من انحرافاته الموثقة". وجاء في الرسالة أيضا "ندعو كافة المجاهدين إلى تبني هذا البيان، وإعلان الإنحياز إليه نصرة للحق وأهله، وندعو أفراد تنظيم الدولة إلى تركها والإنحياز إلى جبهة النصرة ومبايعة قادتها، هذا ما نفتيهم به ونحضهم عليه ونختاره لهم، كما أننا ندعو كافة المواقع الإسلامية الجهادية وغيرها ممن يهمهم أمر المسلمين وجهادهم، أن ينشروا هذا البيان، وأن ينصروه، وأن يمتنعوا عن نشر إصدارات تنظيم الدولة وخطاباتها وكتاباتها". وقال المقدسي إن "هذا البيان هو بمثابة سحب الغطاء الشرعي عن هذا التنظيم العاق لقيادته، وهو بمثابة إعلان للبراءة من نهجه المغالي وسفكه للدماء المعصومة، المشوه للجهاد والمجاهدين، والضال عن سبيل الله لانحرافاته وبغيه وإمتناعه عن حكم الله". ويمضي المقدسي عقوبة بالسجن في الأردن بعد إدانته بقضايا تتعلق بالإرهاب، وهو يوصف بأنه كان المرشد الروحي ل "أبو مصعب الزرقاي" الذي قتلته القوات الأميركية في العراق العام 2006.