في الوقت الذي دانت كل من أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ما وصفته الدول الأربع ب«التدخلات والانتهاكات الإيرانية للقرارات الأممية في اليمن»، مؤكدة أن «بقايا القذائف الباليستية التي أطلقها الحوثيون ضد أهداف مدنية في المملكة العربية السعودية في 22 تموز (يوليو) و4 تشرين الثاني (نوفمبر) كانت من أصل إيراني»، طالب المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن العقيد ركن تركي المالكي بمعاقبة النظام الإيراني، الذي يدعم المنظمات الإرهابية بالصورايخ الباليستية، وكذلك الطائرات من دون طيار والقوارب السريعة والألغام، لتعقيد الأزمة اليمنية، وإثارة الفوضى ونشرها في المنطقة، لافتاً إلى مطالبات التحالف لدعم الشرعية في اليمن، بتضمين بعض الشخصيات الواردة في تقرير فريق الخبراء التابع للجنة العقوبات في اليمن ضمن قائمة العقوبات المنبثقة من القرار 2140. (راجع ص13) وأشار المالكي في هذا الصدد إلى ترحيب التحالف بالجهود والمساعي التي بذلها المبعوث السابق للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد أثناء فترة تكليفه مبعوثاً أممياً خاصاً لليمن، التي وصلت في كثير من الأحيان إلى طريق مسدود بسبب ممارسات الميليشيات الحوثية المسلحة، وتعنتها وتجاهلها القوانين والقرارات الدولية والأممية، مرحباً، في المؤتمر الصحافي الذي عقده في الرياض أمس (الأربعاء)، بتعيين مارتن جريفيتس مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة إلى اليمن، منوهاً بأن التحالف يرحب بافتتاح مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالعاصمة الموقتة عدن، داعياً جميع المنظمات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية إلى افتتاح مكاتب لهذه المنظمات في العاصمة الموقتة عدن، تطبيقاً لاتفاق فيينا للعلاقات الدبلوماسية، وجدّد المالكي التذكير بموقف دول التحالف الثابت تجاه ضرورة خضوع والتزام الانقلابيين بالقرارات الأممية والمرجعيات الثلاث للحل السياسي، إذ توجد بعض الادعاءات الواردة في تقرير فريق الخبراء التابع للجنة العقوبات في اليمن، الذي صدر في 28 شباط (فبراير) 2018 كتقرير نهائي، الذي يرحب به التحالف ويتحفظ على بعض ما ورد فيه من فقراتٍ لم تستند إلى الأدلة، بل على معطيات وفرضيات لم تثبت. وقال البيان الذي أصدرته أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا: «إن العديد من سمات التصميم الداخلي والخصائص الخارجية وكذلك أبعاد بقايا الصواريخ الباليستية (ER-SRBM)، التي قامت لجنة الأممالمتحدة بفحصها، تتفق مع صواريخ قيام-1 المصممة والمصنعة في إيران»، محذرة من أن «استخدام الحوثيين تكنولوجيا القذائف الباليستية ضد السعودية، يمكن أن يحول الصراع المحلي إلى نزاع إقليمي واسع النطاق». وأوضحت البعثة الأميركية لدى منظمة الأممالمتحدة في بيان لها أول من أمس (الثلثاء) (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، عن الدول الأربع: «نرحب بالتقرير النهائي للجنة الخبراء المعني باليمن، التي تم تأسيسها عملاً بقرار مجلس الأمن رقم 2140 (2014)، الذي تم نشره في 15 فبراير الماضي». وأعربت الدول الأربع عن «القلق البالغ، خصوصاً أن إيران لا تمتثل لحظر توريد الأسلحة، الذي فرضته الفقرة 14 من القرار رقم 2216 (2015)، بعدم منعها توريد الأسلحة الإيرانية وما يتصل بها من أعتدة أو بيعها أو نقلها بصورة مباشرة أو غير مباشرة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، وكذلك المعدات العسكرية ذات الصلة، وتكنولوجيا الطائرات من دون طيار، التي يمكن اعتبارها معدات عسكرية، إلى تحالف الحوثي في اليمن». كما دانت الدول الأربع - بحسب البيان - «عدم امتثال إيران، على النحو الذي وصفته اللجنة، والذي يشكل مخاطر جسيمة على السلام والاستقرار في المنطقة»، داعية طهران إلى «وقف جميع الأنشطة فوراً التي لا تتفق مع أحكام قرار مجلس الأمن رقم 2216 أو تنتهكها». وكانت روسيا استخدمت حق الفيتو في مجلس الأمن الإثنين الماضي ضد مشروع قرار بريطاني دعمته كل من أميركا وفرنسا، يقضي بتجديد حظر نقل السلاح إلى اليمن، مع التنديد بإيران، واكتفى المجلس بعد الفيتو الروسي ب«تجديد الحظر» من دون الإشارة إلى إيران. من جهة أخرى، اعتبر أحمد علي عبدالله صالح، نجل الرئيس السابق، في بيان بثته مساء أول من أمس قناة «اليمن اليوم»، أن «الليل المظلم الجاثم على صدور الشعب اليمني حان وقت زواله»، في إشارة إلى الحوثيين. ولفت إلى أن الخيار الصائب هو أن «يأخذ اليمن مكانته ودوره إلى جانب أشقائه وجيرانه وفي محيط أمته والعالم». وشدد على أهمية تجاوز «المحاولات البائسة لفرض المشاريع الغريبة أو الإقصائية على واقع المجتمع اليمني المتمسك بدينه وعروبته». إلى ذلك، شدد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أمس، على أن بلاده «تلعب دورها الكامل ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية». وأشار إلى أن التدخل الإيراني في اليمن يتجلى بصورة أوضح بمرور الوقت، مؤكداً صواب «عاصفة الحزم». ورأى أن «الاختبار عسير» في اليمن، لكنه شدد على أن «الهدف الاستراتيجي هو أمن الجزيرة العربية واستقرارها». وفي تغريدة على «تويتر»، قال قرقاش: «تلعب الإمارات دورها كاملاً ضمن التحالف العربي الذي تقوده السعودية». وزاد: «تضحيات أبنائنا لأجل مستقبل دولتهم ومنطقتهم، لن ينال منها خطاب رخيص أو إشاعة ساقطة أو رشوة مرتبكة». واستدرك: «تتضح جوانب التدخل الإيراني في اليمن بمرور كل يوم، ومعها يتأكد صواب قرار عاصفة الحزم. لا شك في أن الاختبار عسير لكنه استحقاق لا بد منه. الهدف الاستراتيجي واضح وهو أمن الجزيرة العربية واستقرارها للأجيال المقبلة». وأضاف الوزير الإماراتي: «لإدراك الهدف الاستراتيجي، يدير التحالف بقيادة الرياض ملفات مهمة تتضمن السياسي والعسكري والإنساني والأمني، ومن خلالها سندرك هدفنا عبر يمن مستقر ومزدهر ضمن محيطه الطبيعي». وكررت ميليشيات الحوثيين اعتداءاتها على مقار سفارات وبعثات ديبلوماسية في صنعاء، واستهدفت السفارة العراقية. وأعربت الخارجية اليمنية أمس، عن إدانتها الاعتداء على السفارة.