قالت مبعوثة أميركا في الأممالمتحدة نيكي هيلي، أول من أمس (الخميس)، إن الولاياتالمتحدة ستعمل لبناء تحالف دولي للتصدي لإيران، في الوقت الذي عرضت فيه أدلة مادية قالت إنها تربط إيران بأسلحة استخدمت في اليمن. وأضافت هيلي في مؤتمر صحافي، وهي تقف أمام بقايا صاروخ إيراني أطلق من اليمن نحو السعودية: «ولا توجد جماعة إرهابية في الشرق الأوسط ليس لإيران بصمات عليها، وسترون أننا نبني تحالفاً للتصدي لإيران». ووصفت أميركا بقايا الأسلحة بأنها «دليل حاسم على أن إيران تنتهك القرارات الصادرة عن الأممالمتحدة»، وشملت الأدلة بقايا متفحمة، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها من صواريخ باليستية قصيرة المدى إيرانية الصنع أطلقت من اليمن في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي على مطار الملك خالد الدولي، خارج العاصمة السعودية الرياض، إضافة إلى طائرة من دون طيار وذخيرة مضادة للدبابات انتشلها سعوديون من اليمن. وأعربت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة عن ثقتها بأن طهران تتحمل مسؤولية نقل تلك الأسلحة للحوثيين في اليمن، وقالت: «هذه (الأسلحة) إيرانية الصنع.. وأرسلتها إيران.. ومنحتها إيران». وينص قرار أصدره مجلس الأمن الدولي، دعماً للاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية، على منع طهران من بيع ونقل الأسلحة خارج البلاد أو تزويد أطراف بها من دون الحصول على موافقة من مجلس الأمن. ويحظر قرار منفصل من الأممالمتحدة نقل الأسلحة إلى زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي وآخرين في اليمن. واستشهد البنتاغون بوجود علامات تجارية قال إنها مطابقة لعلامات شركات دفاع إيرانية على أجزاء تستخدم في توجيه محركات الصواريخ وعلى لوحة دوائر كهربائية تستخدم في نظام توجيهها. وأضافت الوزارة أن التصميم المميز لصمامات الصواريخ لا يوجد إلا في إيران. وقال البنتاغون يبدو أن إيران حاولت التغطية على الشحنة بتفكيك الصاروخ لنقله، مشيرة إلى أنها خلصت إلى ذلك من الطبيعة البدائية لتجميعه. وقالت المتحدثة باسم البنتاغون لورا سيل: «الهدف من كل هذا العرض هو (توضيح) أن إيران وحدها هي التي تصنع هذا الصاروخ. ولم تقدمه لأي طرف آخر». وأضافت مؤكدة «لم نر هذا بحوزة أي شخص آخر غير إيران والحوثيين». وكان تقرير جديد للأمم المتحدة خلص إلى أن الصاروخين، اللذين أطلقهما الحوثيون على السعودية يومي ال22 من تموز (يوليو) والرابع من تشرين الثاني (نوفمبر)، من «منشأ واحد». وعرض البنتاغون أسلحة أخرى لها تصميمات، يقول إن صناعة الدفاع الإيرانية تنفرد بها. وأشارت الوزارة إلى مكون رئيس في صاروخ «طوفان» المضاد للدبابات، وطائرات صغيرة من دون طيار، مشيرة إلى أن السعوديين عثروا عليها في اليمن. وعرضت أيضاً مكونات نظام ملاحي يشبه نظاماً، قال البنتاغون إن الحوثيين استخدموه لضرب فرقاطة سعودية بزورق ملغوم في ال30 من كانون الثاني (يناير)، وأوضحت الوزارة أن الإمارات صادرت النظام الملاحي بالبحر الأحمر في أواخر 2016. من جهتها، رحبت المملكة العربية السعودية بتقرير الأممالمتحدة، الذي أكد أن تدخلات إيران العدائية ودعمها ميليشيات الحوثي الإرهابية بقدرات صاروخية متقدمة وخطرة تهدد أمن واستقرار المملكة والمنطقة، كما رحبت المملكة بالموقف الأميركي، الذي أعلنته سفيرة واشنطن لدى الأممالمتحدة في جلسة مجلس الأمن أمس (الخميس)، وإدانتها نشاطات إيران العدائية في دعم وتسليح الجماعات الإرهابية، بما فيها حزب الله وميليشيات الحوثي الإرهابية. وجددت المملكة إدانتها للنظام الإيراني، لدعمه ميليشيات الحوثي الإرهابية التابعة له في ممارستها العدوانية والإرهابية، وانقلابهم على الشرعية، وتدميرهم مؤسسات الدولة، وقمعهم الوحشي للشعب اليمني، ونهبهم مقدرات الشعب اليمني، بما فيها المساعدات الإنسانية، واستيلائهم على الواردات النفطية لاستخدامها في دعم وتمويل حملتهم الإرهابية، وتهديدهم أمن الممرات البحرية، ومهاجمتهم أراضي المملكة وإطلاق الصواريخ الباليستية على المدن المأهولة بالسكان، بدعم من إيران، الأمر الذي يشكل انتهاكاً صارخاً لقرار مجلس الأمن 2216، وقرار مجلس الأمن 2231، ما تسبب في تعطيل العملية السياسية وإطالة أمد الأزمة في اليمن. كما دانت المملكة - بحسب وكالة الأنباء السعودية - النظام الإيراني لخرقه الصارخ القرارات والأعراف الدولية، بما فيها قرارا مجلس الأمن رقم 1559 ورقم 1701، المعنيان بمنع تسليح أي ميليشيات خارج نطاق الدولة في لبنان (تحت الفصل السابع)، إضافة إلى قراري مجلس الأمن 2231، 2216. وطالبت المملكة العربية السعودية المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ إجراءات فورية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن أعلاه، ومحاسبة النظام الإيراني على أعماله العدوانية، مجددة تأكيدها ضرورة تشديد آلية التحقق والتفتيش للحيلولة دون استمرار عمليات التهريب. وشددت على التزامها دعم جهود المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الهادفة إلى إيجاد حل سياسي وفق المرجعيات الثلاث، ودعم جميع العمليات الإغاثية والإنسانية الهادفة إلى رفع المعاناة عن الشعب اليمني.