أوضحت مديرة مركز الرعاية النهارية، التابع للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية في القطيف جميلة العمران، أن لدى أسر مرضى التوحد سؤال يؤرقهم، هو «ما مصير أبنائنا بعد التخرج؟، وهو السؤال الذي تكون إجابته محيرة» وقالت: «ليس هناك أي ضمانات نستطيع تقديمها للأم، لتضمن من خلالها مستقبل طفلها المصاب بالتوحد، فالفتيات يبدأن معنا منذ سنوات الطفولة الأولى إلى 25 سنة، في حين الأولاد يبقون معنا إلى 12 سنة فقط، إلا انه وبعد افتتاح قسم خاص في محافظة القطيف لتأهيل الشباب من تلك الفئة، استطاع أن يجيب عن تساؤلات الأهالي حول مصير أبنائهم». وأبانت «لا يعني أن الطفل مصاب بتوحد، أو تأخر عقلي انه لا يملك طاقات إبداعية، فقبل سنتين من الآن، فازت فتاة بجائزة للرسم في مدينة جدة»، وأردفت: «إن الدخول إلى عالم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، في حاجة إلى الكثير من الجهد والصبر معهم في التعامل، ومن الأمور التي أولتها لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية في القطيف اهتمامها بتلك الفئة ومؤازرتهم، ودمجهم في المجتمع، وإكسابهم حرفاً وأعمالاً، كي لا يشعروا بالعجز مستقبلاً، مع التأكيد على أن باستطاعتهم تقديم الكثير، لوطنهم ومجتمعهم». ويعتزم مركز الرعاية النهارية، التابع للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية في القطيف، إقامة حفلة ختامية الأربعاء المقبل، حيث ذكرت، أن العدد الكلي للأطفال في المركز 85 طفلاً، ويبلغ عدد الذكور 31، والإناث 54، وتتوزع حالاتهم المرضية بين متلازمة داون في المركز ( 50 حالة)، إلى التوحد (ست حالات)، وتأخر عقلي (28 حالة)، وحالة واحدة فقط للإعاقة السمعية. وأوضحت أن التعامل مع الحالات السابقة، لابد أن يكون من منطلق إنساني في المقام الأول، وهذا ما تسعى له لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية في القطيف، فحين التقدم لوظيفة في المركز، من أهم الشروط هو حصول المتقدمة على الشهادة العلمية في مجال التربية الخاصة، ومن ثم يتم تقييم عملها على مدى ثلاثة أشهر من خلال تعاملها مع الطفل، وهذا جانب مهم في اختيار مربية ضمن هذا المجال، مؤكدة أن «المعلمات، والمربيات والحاضنات في المركز، على قدر عالٍ من القدرة والكفاءة، في طريقة التعامل مع الأطفال، وجميعهن سعوديات، ومن المؤسف أن البعض لازال يخشى من اطلاع محيطه على وجود طفل في حاجة إلى تربية ومعاملة خاصة». وأضافت «خلال العام الماضي، تم عقد لقاء لأمهات الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، ضمن يوم التوحد العالمي، واستضفنا خلاله أربع أمهات، ليتحدثن علناً ويستعرضن تجربتهن بكل صراحة ووضوح، بداية من فترة الحمل، إلى ما بعد الولادة، واستعراض الصعوبات والعقبات التي تواجه الأسرة بشكل عام في حال وجود طفل مصاب بالتوحد». وأشارت العمران إلى أن الهدف منها أن تتحلى الأسرة (والأم على وجه الخصوص) بالشجاعة لمواجهة الأمر، والتعرف على طرق تخطي تلك العقبات، حيث تمت استضافة أخصائية في المركز، يتم طرح الأسئلة عليها من قبل الأمهات. ووجهت دعوات لحضور الحفلة الختامية لمراكز الرعاية على مستوى المنطقة الشرقية، ومكاتب الإشراف التربوي، ومديرات رياض الأطفال، وستقام العديد من الفقرات يقدمها أطفال المركز.