يشير محمد عبد اللطيف هريدي في ترجمته لكتاب «من الأدب التركي المعاصر مختارات من القصة القصيرة (دار العين للنشر ومشروع «كلمة» للترجمة، 2009)» إلى أن القصة القصيرة في مقدم الأنواع التي سخّرها الأتراك للتعريف بالحضارة الغربية. وقد دخلت منعطفاً جديداً وتخلى كُتَّابها عن مبدأ «الفن للمجتمع» وأصبح شعارهم «الفن للفن»، ونشطت حركة الترجمة وبرز منهم: خالد ضيا (1867-1945) متميزاً بتقديم بناء فني متكامل، على طراز الحياة الغربية، وقدم محمد رؤوف (1875-1931) أول نماذج للتحليل النفسي في الرواية التركية. ومع مطلع القرن العشرين تبنت جماعة من الأدباء الفكر القومي في تجلياته اللغوية والأدبية وبرز منهم ممدوح شوكت اسنادال (1883-1952) ورفيق خالد قراي (1888-1965) ويعقوب قدري قرا عثمان أوغلو (1889-1974) وشاد نوري كولتكين (1889-1956) وتميزت قصصهم بالبناء المحكم وسهولة اللغة. ويعتبر مؤرخو الأدب التركي الحرب العالمية الثانية بداية لتطور الفن الروائي بصفة خاصة لأن أحداثها ترتب عليها انقسام المفكرين والأدباء، واتخذ بعضهم تاريخ تركيا مسرحاً لأبطالهم، وكانوا يرون في القيم الإسلامية مخرجاً لأزمات المجتمع وتحول غالبية القصاصين عن الواقعية الاشتراكية. ووقف خاليقارناس بالقيجيسي (1886-1973) قلمه على تصوير حياة البحر، واعتُبِرَ سعيد فائق آباسي يانيق (1906-1954) رائداً لمدرسة المشاعر الإنسانية في القصة التركية القصيرة. وساد فن الإسقاط التاريخي على الأحداث المعاصرة حتى تمكن الكتّاب من الترويج لأفكارهم ومنهم: آتيلا إيلخان وكمال طاهر وطارق بوغرا، وصميم قوجة كوز وابتخان طاروس وسفنتش تشوقوم وبكير بليديز ولجأ بعض الروائيين إلى التاريخ السلجوقي والعثماني من أمثال مصطفى نجاتي سبتشي أوغلو وكمال طاهر، وطارق بوغرا، وأورهان باموق.