شهدت مدينة الكويت ليل الجمعة تظاهرات جديدة تحت اسم «جمعة الوثيقة»، شارك فيها آلاف من المعارضين يتقدمهم نواب مجلس الأمة (البرلمان) الذي وقع 16 منهم على «الوثيقة»، التي تطالب بإقالة رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر محمد الاحمد وتشكيل «حكومة جديدة برئيس و نهج جديدين». وكان لافتاً مشاركة الشيخ فهد سالم العلي الصباح، وهو من اقطاب الاسرة الحاكمة في التظاهرة وتصدره مسيرة شارك فيها حوالى 200 شاب من ساحة «الصفاة» الى ساحة «الارادة» مقابل البرلمان حيث كانت التظاهرة الرئيسية. وهذه جمعة التظاهر الثالثة التي ترتبها المعارضة والمجموعات الشبابية للمطالبة برحيل ناصر المحمد. وعلى رغم تقلص عدد المشاركين أمس نظراً للطقس الحار جداً والغبار، قال النشطاء انهم ماضون في تنظيم تظاهرات في الاسابيع المقبلة و حتى «يرحل الرئيس». والقيت خلال التظاهرة كلمات وخطب وقصائد وحدثت احتكاكات طفيفة بين بعض المشاركين وقوى الامن التي حاولت منع تحول التظاهرة الى مسيرة تتجه الى منزل رئيس الوزراء. ومن المتوقع ان يبت الأمير الشيخ صباح الاحمد اليوم في استقالة وزير التنمية الشيخ أحمد الفهد التي رفعها اليه الاربعاء الماضي في ضوء خلافات شديدة بينه وبين رئيس الوزراء. ومن المرجح ان تقبل الاستقالة غير ان ليس من الواضح من سيكون البديل له في المنصب. وكان الشيخ أحمد مسؤولا عن خطة التنمية الضخمة التي اقرت العام الماضي وتتجاوز مخصصاتها 100 بليون دولار. وكان الشيخ أحمد واجه استجواباً برلمانياً تقررت مناقشته هذا الاسبوع لكنه استقال لأنه احس ان رئيس الوزراء لا يُقدم له الدعم الكافي. ويواجه رئيس الوزراء نفسه استجواًباً بسبب سياسته الخارجية تجاه ايران ستناقش قريباً. ولوح نواب آخرون بتقديم استجواب ثان ضده على خلفية قضايا مالية وادارية، ما يعني ان الحكومة لن تشهد استقراراً في المنظور القريب.