أكّد المشرف على معهد بحوث الطاقة الذرية في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور خالد العيسى ل«الحياة»، أن الدراسات التي أجريت على التربة في السعودية طوال أعوام عدة، أثبتت أنه لا وجود لمواد مشعة في الغبار، مشيراً إلى أن مواد اليورانيوم ونظائره موجودة في الأصل في التربة الطبيعية، لكن بمعدلات منخفضة وطبيعية. وأضاف أن مادة اليورانيوم كذخيرة، ليس لها علاقة بمادة اليورانيوم كعنصر مشع، إذ إن الأولى مادة لها قدرة اختراقية مشعة، واختراقها للدروع والدبابات كبيرة جداً، ولا علاقة لها في الإشعاع أو آثاره، لافتاً إلى أن أنواع الأضرار على البيئة مختلفة، فلا ترتبط بالجانب العسكري فقط. وتابع: «قد يكون هناك أمور مخفية غير معلنة استخدمت في الحروب على أراضٍ مجاورة، وما تم من بحث في الأراضي السعودية لم يكشف عن معدلات غير طبيعية تثير الخوف»، مشيراً إلى أن جميع الأشياء المحيطة بالبيئة والهواء مهيأة لاحتوائها على بكتيريا متكاثرة تنقل الأوبئة لكل مكان. وذكر أن هناك دراسات عدة أجريت في بعض المناطق التي من الممكن تلوثها في السعودية بسبب محطات الكهرباء وعوادم السيارات، فنتج عن ذلك ارتفاع في الأمراض الصدرية في المدن الكبرى، والمسبب الأكبر سوء جودة الهواء، ولم يلقَ هذا الأمر اهتماماً. من جانبه، أوضح عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الباحث والخبير الفلكي الدكتور خالد الزعاق ل«الحياة» أن الغبار عنصر من العناصر المنقولة على ظهر الرياح، والطبيعة سخرت حركة الرياح لطيران الطيور، ونقل حبيبات اللقاح لمسافات بعيدة، وعلماء القنابل يستغلون حركة الرياح لنقل المواد القاتلة. وأضاف: «الغبار بطبيعة الحال حتى من دون التدخل البشري مضر جداً، فهو عبارة عن ذرات متناهية في الصغر، وتستقر عادة في حويصلات التنفس، و تحوي في موسم اللقاح بكتيريا وفطريات»، متوقعاً أن أسباب ثوران الغبار بصفته المتكررة تعود إلى الحروب المتتالية، التي امتدت نحو40 عاماً على صحراء العراق، ما جعلت التربة مفككة تثيرها أية حركة للرياح. وذكر أن أرض العراق هي البوابة التي ينفذ منها الغبار إلى السعودية، وأمراض الجهاز التنفسي المتفشية في المملكة بسبب ذلك، لافتاً إلى أن عدد الأيام الغبارية تتجاوز 106 أيام من مجموع 165 يوماً على المنطقة الوسطى منذ بداية السنة الهجرية، وهذا يعني أن العام الحالي الأعنف غبارياً منذ عقود. وذكر الزعاق أن المطر وغزارة الرطوبة تمثلان حلقة قيد لظاهرة الغبار، والجزيرة العربية بيئة صائدة لجزيئات الغبار، وتبقى عالقة في طبقات الجو العليا، ومتى ما تهيئة الظروف نزلت من عليائها لسطح الأرض، وأجواء المملكة في سالف الأيام ضُربت بملايين الأطنان من الغبار المستورد من الخارج، فتلبدت طبقات الجو العليا به، وكلما خفت حدة الرياح هطل مجدداً، ليسبب اختناقاً في الجو واحتباساً في درجات الحرارة. وكان تقرير نشرته صحيفة «يو أس إيه توداي» الأميركية كشف عن ارتفاع أمراض الجهاز التنفسي والعصبي والقلب والسرطان لدى الجنود الأميركيين المشاركين في الحروب في منطقة الخليج، خصوصاً في العراق.