إذا اقتنعنا بأن لغة الأرقام لا تكذب، فإن على النصراويين من خارج الإدارة أعضاء شرف ونجوم قدماء أن يعترفوا أن إدارة النادي الحالية برئاسة الأمير فيصل بن تركي سجّلت تقدّماً ملحوظاً لفريق كرة القدم الأول في هذا الموسم. أقول ذلك، وأنا أشارك كل النصراويين حالة عدم الرضا بابتعاد الفريق الأصفر عن البطولات كل هذه السنوات، وأنه كان بالإمكان أفضل مما كان ويكون، لو أن إدارات النادي المتعاقبة وفّقت في تحديد هدف طويل المدى، بدلاً من العمل على أهداف قصيرة في ظل وجود ثغرات لا يمكن حلها في موسم أو موسمين. تلك هي المشكلة التي يعاني منها النصر، وهي التي أطالت غيابه وأبعدته عن المنصات، وإن كنت أرى أن الفريق والإدارة من خلفه يسيران في الطريق الصحيح، وإن اتفقنا على أنه بطيء بعض الشيء. وحتى لا أُتهم بأنني أجامل الإدارة الحالية، فأنا لم أتشرف بلقاء الأمير فيصل بن تركي رئيس النادي ، ولم تجمعني بمدير إدارة الفريق سلمان القريني رحلة سفر خارجية، ومع تحفظي على بعض التصريحات والمداخلات التلفزيونية من رئيس النادي، إلا أن العمل الذي تقوم به الإدارة يعتبر عملاً جيداً، ولا يختلف عما تحقق في الاتحاد والشباب. ولعل مما يزيدني حيرة أن بعض النصراويين المختلفين مع إدارة النادي، هم من الذين سبق وترأسوا الإدارة، أو عملوا فيها، ولم يحققوا شيئاً، إلا إذا كانوا يرون أن في مقدورهم أن يعيدوا الفريق إلى منصات البطولات في هذا الوقت، وأن لديهم رؤية جديدة يمكن أن تختصر الزمن وتجعل من النصر بطلاً لدوري زين في الموسم المقبل. إذا كان الأمر كذلك وأشك في ذلك ، فأقترح على رئيس النادي تسليم إدارة النادي فوراً لهؤلاء الذين وجدوا الوصفة فجأة، واعتقد أن ذلك أمر مفرح لرئيس النادي وإدارته، مع علمي ويقيني بأن كل ما يحدث لإدارة النصر من خارج النادي، لا يخدم سياسة الإدارة، ولا يؤدي إلا إلى تعطيل العمل، ونسف كل ما بنته الإدارة الحالية، وبالتالي تأخير عودة الفريق. إن على أعضاء شرف النصر الاقتداء بأعضاء شرف الهلال، الذين ساهموا بفكرهم وحبهم لناديهم في استقرار ناديهم بدعمهم المستمر لإدارة النادي، وعدم تدخلهم في أي شأن من شؤون العمل الداخلي، حتى وإن اختلفوا في الرؤية أو التنفيذ. ولذلك نرى أن الهلال مستمر في طريق حصد البطولات المحلية، وغيره من الأندية تعيدها تدخلات أعضاء الشرف إلى نقطة الصفر، وليس من مصلحة النصر أن تظهر هذه الخلافات في هذا الوقت الذي يخوض فيه الفريق بطولة كأس الأبطال، وليس من مصلحته أن تخرج البيانات والمطالبات في أسبوع واحد، وكأنه أمر خطط له بعناية. [email protected]